أثارت نتائج الانتخابات البرلمانية في محافظة البحيرة (شمال غرب القاهرة) مسقط رأس الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"؛ بعد خسارة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة المركز الأول في المحافظة لصالح حزب النور السلفي. وحذر قيادي بحزب "الحرية والعدالة" -في تصريحات لموقع mbc.net-الطرفين من الوقوع في دائرة التعصب الضيق، مطالبا من وقع فيها بمراجعة عقيدته. وتداول أنصار حزب "الحرية والعدالة" على صفحات "فيس بوك" مقطع فيديو للمهندس خالد قمحاوي -أحد قيادات الحزب بالبحيرة- يشكك فيه في نزاهة نتائج الانتخابات الدائرة الثانية، التي مقرها كفر الدوار وادكو بالمحافظة، ويعلن نية الحزب الطعن في نتائجها التي أسفرت عن تقدم حزب النور. وفي المقابل علق "أبو ريان المقدسي" -الذي يبدو أنه أحد أنصار "النور" على الفيديو- قائلا: "أنا لا أعجب من إخوان دمنهور إذا قالوا ذلك، لكن أعجب من إخوان كفر الدوار وقد رأوا بأنفسهم إقبال الناس الشديد على قائمة النور، فليس من سمع كمن رأى". وأضاف قائلا: "على كل.. فلا أدرى أهي صدمة لهم أن يكسب إخوانهم في حزب النور أم العجب بالنفس والغرور حملهم على ذلك.. وعلى العموم لن يضر إعادة الفرز، ولكن أخشى أن تزيد أصوات حزب النور فيحرج الإخوان، أو ألا يقبل الطعن فيتهم السلفيون بالتزوير.. عيييييييب أنتم مسلمون". وردا على المقدسي كتب عبد الله النعماني: "أن يتقدم الحرية والعدالة بطعن فليس معناه غرورا أو ثقة بالنفس، وليست النتيجة دليل على حب الناس للسلفيين، فقد رأينا كما رأى الكثيرون ما فعله السلفيون، وأريد أن أوضح أن هناك نوعا من التزوير لا يقل جسامة عن التزوير الذي نعرفه.. إنه التزوير المعنوي الذي لعبوا فيه على وتر الأمية والطيبة، واللعب على وتر الدين (وإللي يحب الشيخ محمد حسان يعلم ع الفانوس)) و((الحرية والعدالة حزب المسيحيين)) و((دول متحالفين مع الكفار)) وعجبي!!!". وفي إطار التهدئة أيضا كتب عمر قائلا: "إن الله مع الاثنين الإخوان والسلفيين واحد ... مثل جميل الإخوان والسلفيين مثل رجل استضاف اثنين على مائدة طعامه، فذهب الاثنان ولكن كل منهم على طريق مختلف، والله مع الجماعة، والإخوان والسلفيون واحد إن شاء الله.. ربنا ينصرهم.. آمين". لا للحزبية وفي تعليقه على السجال الدائر بين شباب الحزبين على الإنترنت، قال د. مصطفى رسلان -عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وأحد قيادات الحزب بالبحيرة لموقع mbc.net-: "الإسلام لا يعرف التعصب الحزبي الضيق، ويعرف التعاون لمصلحة الأمة، والذي يثير الخلاف عليه أن يراجع نفسه في عقيدته، ونحن أبناء دين واحد ووطن واحد، نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه". وفسر أسباب تراجع الإخوان في السباق الانتخابي بالمحافظة قائلا: "إن التيار السلفي استطاع أن ينتشر خلال السنوات الماضية في المحافظة، خاصة في القرى والأرياف، مستفيدا من التضييق الأمني الذي عانت منه جماعة الإخوان، وهذا طبعا لا يعيب التيار السلفي". وكانت النتائج أظهرت تقدم حزب النور بالمحافظة بحصوله على 534 ألفا و913 صوتا بنسبة 40% من جملة الأصوات في المحافظة، التي ينظر إليها على أنها معقل الإخوان ومسقط رأس إمام جماعتهم الشيخ حسن البنا. واحتل حزب الحرية والعدالة المركز الثاني؛ حيث حصل على 477 ألفا و121 صوتا بنسبة 35.6%، متراجعا عن النور بفارق 57 ألفا و790 صوتا. وعقب إعلان النتائج تقدمت اللجنة القانونية لحزب "الحرية والعدالة" بالبحيرة بطعن انتخابي على نتيجة الدائرة الثانية، مطالبة بإعادة فرز أصوات القائمة لما شابها من تجاوزات وأخطاء جسيمة، على حسب وصفهم يترتب عليها بطلان الانتخابات، وإعادتها في حالة عدم إعادة الفرز.