1 كلما تجولت في القنوات الفضائية الخاصة بالغناء اعتصرت الحسرة قلبي وتساءلت في حيرة عن ماهي الاشياء التي تحتاجها اغنيتنا السودانية لتبلغ شهرتها الآفاق وتتهافت القنوات على اختلافها وكثرتها لشرائها وبثها؟، فتصبح متدوالة مثلها ومثل المصرية والخليجية واللبنانية حتى اذا أراد احد ابنائنا المشاركة في برنامج مثل (ارب اي دل ) الخاص بالمواهب الشابة، والذى يبث عبر قناة( ام بى سي 1) لايستهتر فنان مثل راغب علامة قادته بعض من الوسامة التي يتباهى بها، وصوت لولا التكنلوجيا المستخدمة لما تقبله الناس لو أغنتيتنا خرجت من نفق المحلية، لما استهتر هذا الراغب بإحدى الشابات السودانيات، وهي تقرر المشاركة في البرنامج ليحكم ابن علامة بعد أن سخر منها بأن صوتها غير صالح للغناء، فلا ندري ما هي قصته معنا، وهو الذي قال من قبل إن المرأة السودانية هي الاكثر قبحا. 2 يؤسفنا أن لاتخرج الاغنية السودانية الى العالم من حولنا فلايذكرون من أغنياتنا سوى المامبو السوداني التي تتغنى بها فرقة ميامي هذه الأيام عبر فيديو كليب جديد منتشر في القنوات الفضائية ومنها قناة وناسة، بينما لدينا أغنيات كثيرة وجيدة في نفس الوقت، ولكن لاندري هل المشكلة في الفنانين السودانيين الذين ماتت فيهم روح المبادرة ولم يسعوا الى طرق أبواب القنوات الفضائية المنتشرة هذه الأيام ليقدموا عبرها بعضا من أغنياتهم، وبذلك يكسرون حاجز العزلة الذى يعيشونه، وكما قدم من قبل الفنان الراحل سيد خليفة اغنياته في مصر، وتغنى في احد الأفلام التي مثل بها كبار النجوم لا أظن أن ذلك عصي على فنانينا الكبار منهم والشباب، ودونكم الفنان طه سليمان حتى وإن اختلفنا معه في ترديده لاغنيات لاترتقي لذوق المستمع، فهو ايضا له مشروع غنائي ناجح مع قناة مزيكا المصرية والموزع الجبالي، حيث قدم عبرها تجربتين ناجحتين. 3 ولم أكن لأصدق يوما أن لغتنا المحلية هي السبب في عدم انتشار الاغنية خارجيا، خاصة وأن اللهجة الخليجية بمفرداتها المعقدة استطاعت ان تحقق النجاح ويحفظها الناس بعد أن سعوا إلى البحث وراء مفرداتها من أجل معرفة ما ترمى اليه؛ لذلك عندما ترجمت المسلسلات التركية الى العربية استخدموا اللهجة الخليجية وكذا اللبنانية؛ لذلك لا اظن ان لهجتنا هي السبب، فمرداتها من السهل معرفتها، لولا الكسل الذي لاادري متى يتخلى عنه الفنانون، ويبحثون عن فضاء خارج السودان، ليقدموا فيه أغنياتهم وينهون بذلك عزلة بلغت سنوات لاتحصى ولاتعد. الاحداث