نشرت مجلة ساينس العلمية (Science) الصادرة فى 23 ديسمبر أعظم الإختراعات العلمية لعام 2011 فى مجالات الطب وتاريخ الكواكب والكيمياء وأصل الإنسان. السبق العلمى الأول: الوقاية من إنتقال فيروس الإيدز بواسطة الأدوية المضادة للفيروس. فى تجربة سريرية (Clinical Trial) شارك فيها 1800 شخص من الجنسين (شريك واحد مصاب بالإيدز) فى خمس دول من أفريقيا جنوب الصحراء، البرازيل، الهند، تايلاند والولايات المتحدةالأمريكية بتكلفة بلغت 73 مليون دولار. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، مجموعة واحدة يتناول فيها المريض الأدوية المضادة للفيروس ومجموعة أخرى تُركت دون علاج. كان من المفترض إستمرار التجربة إلى عام 2015 لكن بعد فحص وتحليل النتائج فى مايو من هذا العام أوقفت التجربة ولأسس أخلاقية منح كل المرضى الأدوية المضادة للفيروس. أثبتت النتائج بدون أدنى شك أن المجموعة التى تعاطت الأدوية المضادة للفيروس إنخفضت نسبة إنتقال العدوى فيها بين الزوجين أوالشريكين بنسبة 96% بالإضافة لعلاج المرض فى الشريك المصاب بفيروس الإيدز. وُصفت هذه الدراسة بأنها قالبة للموزاين العلمية نسبة لقدرتها على تغيير فهمنا للمستقبل، وفتحت أبواب الأمل على مصراعيها فى إمكانية القضاء الكامل على مرض الإيدزإذا توفرت المصادر المالية ليس فى الدول الغنية فحسب بل أيضاً فى كل أنحاء العالم. عودة المركبة الفضائية اليابانية هايابوسا (Hayabusa) إلى الأرض رغم الصعوبات التقنية التى واجهتها فى بداية الرحلة حاملة عينات من الغبارجمعتها من سطح كويكب كبير من المجموعة س التى تدور حول الأرض. قام الباحثون اليابانيون بتحليل 52 جزئ من الغبار وأثبتوا لأول مرة أن الكويكبات الصغيرة (Asteroids) التى تدور حول الأرض تتكون من عناصرومعادن واحدة خلافاً للفهم العلمى السائد الذى كان يصنف الكويكبات حسب ألوانها. إكتشاف أصول الإنسان: كان الإعتقاد السائد أن الإنسان (Homo sapiens) ظهر قبل مائة ألف عام فى أفريقيا وهاجرت مجموعات إلى أوروبا وآسيا لتحل مكان الإنسان القديم (Neandertal). خلصت الدراسات التى قامت بتحليل الجينات الكاملة للإنسان الحديث والقديم، أن الإنسان الحديث ما زال يحمل بقايا فى الشفرة الجنينة التى توارثها من الإنسان القديم. هذه الدراسات أثبتت الإختلاط بين السلالتين الإنسانية قبل خمسة وثلاثون ألف عام ومهدت الطريق لمزيد من البحوث لإعادة تحديد أصل الإنسان. إختراع لقاح الملاريا: أوضحت نتائج المرحلة التجريبية الثالثة للقاح S,RTS إلى خفض نسبة الإصابة بالملاريا المزمنة والحادة إلى النصف (%50) بعد 12 شهراً من تطعيم الدفعة الأولى المكونة من 6 ألف طفل ما بين سن 5 إلى 17 شهراً فى خمس دول أفريقية. نشرنا مقال سابق عن هذا الإكتشاف ويمكن الإطلاع عليه فى منبر كردفان. تصنيف الأحياء الدقيقة (Gut Microbiome) المهيمنة فى الجهاز الهضمى: على مدى السنوات العديدة الماضية كشفت الأبحاث التنوع المدهش لأنواع الباكتريا التى تعيش فى جسم الإنسان ودورها فى حماية الجسم ضد الباكتريا الضارة ونمو جهاز المناعة. هذا العام إكتشف الباحثون نمطاً مميزاً لأنواع الباكتريا التى تقطن الجهاز الهضمى وأثرها على صحة الإنسان. تم ذلك بإستخدام تحليل الجينات للتمييز بين أنواع الباكتريا داخل الجهاز الهضمى وبين الأفراد من دول مختلفة. أثبتت البحوث وجود ثلاث مجموعات من الباكتريا مهيمنة فى القناة الهضمية وتخلتف بين فرد وآخر وليست مرتبطة بالعمر أو الوزن أو نمط الحياة. سوف تسهم هذه الإكتشافات على فهم العلاقة بين الباكتريا والنظام الغذائى فى مجال صحة الإنسان. إلتقاط أشعة الشمس: تستخدم جميع النباتات أشعه الشمس والماء وثانى أوكسيد الكربون لتصنيع السكريات التى تجعلها تنمو وتتكاثر. أهم عناصرهذه المعادلة الحيوية البروتين الضوئى (Photosystem II) الذى يستخدم الطاقة الشمسية لتقسيم جزئ الماء إلى مكوناته الأساسية، ذرتان من الأوكسجين وذرة من الهايدروجين. نجح الباحثون اليابانيون هذا العام فى كشف االبنية الدقيقة لنواة البروتين المكونة من هرم يجمع بين ذرات الماغنيسيوم والكالسيوم والأوكسجين، وقد يقود هذا البحث إلى إيجاد مصدر قوى للطاقة النظيفة. إكتشاف بنية البروتين الضوئى قد فتحت نافذة ليس فقط لفهم المعادلة الحيوية التى ساهمت فى ماضى ومستقبل الحياة على الأرض بل ربما أيضاً مستقبل الحضارة البشرية. غاز الفضاء البكر: أستخدم الفلكيون تلسكوب كيك فى جزيرة هاواى لمراقبة المجرات البعيدة وإكتشفوا سحب من غاز الهيدروجين البكر الذى إحتفظ بتركيبته الكيماوية على مدى مليارى عام. وأثبتت هذه الإكتشافات أن هنالك جيوب فى المجرات البعيدة لا تزال سالمة وسط دهور من العواصف والعنف الكونى. أنظمة الطاقة الشمسية الغريبة: إكتشف الفلكيون عدة أنظمة من الكواكب البعيدة التى تدور بصورة غريبة فى مدارات غير منتظمة يصعب تفسيرها ضمن النماذج التى التى تنظم دوران نظامنا الشمسي. هذه الإكتشافات قدمت أدلة جديدة على مدى الفوضى والعنف التى تتعرض لها الكواكب قبل أن تستقر فى مدارات ثابتة. تصميم زيولايت (Zeolites) حسب الطلب: الزيولايت الطبيعية تتكون من مجموعة معادن مسامية تشمل الألمنيوم والسيليكون والأوكسجين وتأخذ عدة تنظيمات هندسية ذات مسامات دقيقة وتستخدم فى تصفية الجزيئات العضوية وفى صناعة الوقود. صمم الكيمائيون فى كوريا الجنوبية زيولايت بأفضل تجهيزات هندسية ومسامات مختلفة وأقل تكلفة. هذه الإكتشافات فتحت المجال للإستعمالات المتعددة للزيولايت خاصة فى معالجة الجزيئات العضوية الكبيرة والإستخدامات العلمية والصناعية. إكسير الشباب: اظهرت نتائج تجارب أجريت على الفئران بعد حقنها بمواد كيماوية، القدرة فى التخلص من الخلايا الهرمه والخلايا التى توقفت عن الإنقسام وأدى ذلك إلى تأخير ظهور الأعراض المرتبطة بالعمر مثل أعتام عدسة العين وضعف العضلات. لم تعش الفئران التى تخلصت من الخلايا الهرمة لمدة أطول من المجموعة التى لم يتم علاجها لكنها عاشت مستوى حياة أفضل. هذه النتائج المشجعة زادت الأمل فى إمكانية إستهداف الخلايا الهرمة مما قد يساعد فى الحفاظ على الشباب لمدة أطول. د. أحمد هاشم، باحث فى كلية الملكة ميرى للطب وسكرتير مؤسسة كردفان للتنمية [email protected] www.kordofan.co.uk