**يقال إن أصدق تعبير يخرج من فؤاد الإنسان هي عباراة الحزن, وفي كثير من الأحيان يصعب على بني البشر البوح بالكلمات عما يعتري قلوبهم ويجتاح قلاع أحاسيسهم من حزن عميق لفقد جلل أو خيانة وغدر, أو أي مصيبة من مصائب الدنيا التي لا تطرق أبواب حياتنا مستأذنة, دون أن تنتظر منا إذن الدخول أو الذهاب من حيث أتت. **والشعب السوداني تعامل مع الحزن وكأنه صديق حميم لا يفارقنا وكأنه ظلنا الذي لافكاك منه في العتمة أو في وضح النهار, بل أحيانا يرتاح معنا على وسادة النوم ويسكن في تفاصيل أحلامنا, حتى تفاصيل وجوهنا يقال أنها حزينة. **وفي الغناء السوداني تكثر أغاني الفراق والشجن الحزن وأكثر الأغاني التي اشتهرت وراجت بين الناس كانت حزينة, على الرغم من أن هنالك أغنيات راقصة وفيها الكثير من الفرح ولكن معظمها لم ينل تلك الشهرة والذيوع الذي نالته أغنياتنا الحزينة. **حتى في حفلات الأعراس نجد أن الأغنيات التي يتم تقديمها في مثل هذه المناسبات بها شجن وحزن عميق وقد استغربت في يوم ما كنت حضوراً في حفلة زواج وكانت أول أغنية تغنى بها الفنان هي (بعد الفراق) للفنان محمود عبد العزيز والتي صاغ كلماتها الشاعر حدق. **تخيلوا معي أن تكون أغنية بها فراق وحزن في حفل زفاف عروسين وهما في أولى خطوات حياتهما.. وأحيانا تجد في ذات المناسبات أغنيات على شاكلة رائعة الفنان الراحل زيدان إبراهيم (في الليلة ديك) أو أغنية الفنان الراحل (حان الزفاف).. أو أغنية الفنان الراحل عثمان حسين (شجن).. لي متين يلازمك في... هواك مر الشجن ويطول بايامك سهر... ويطول عذاب يا قلبي لو كانت... محبته.. الثمن يكفيك هدرت عمر ... حرقت عليه شباب لكن هواه أكبر... وما كان ليه ثمن والحسرة ما بتنفع ... وما بجدى العتاب **ماذا سيحدث لو أن للعريس أو العروس قصة حب قديمة واستمع لهذه الأغنية في ليلة الزفاف ماذا سيكون رد الطرف الثاني لو بكى أحدهما في تلك اللحظة.. الاحداث