أخيرا هدأت الأجواء الاحتفائية التي صاحبت رأس السنة وأعياد الاستقلال في الوقت الذي تسابقت فيه الجماهير لاقتناء تذاكر مطربيهم التي تباين أسعارها من فنان لآخر، فيما فضل بعض المطربين في هذا العام كسر المألوف وإحياء حفلات رأس السنة خارج الخرطوم بل خارج حدود الوطن. هذا العام أظنه جاء استثناء حيث تقاطر الفنانين إلى ثغر السودان الباسم وعروسه بورتسودان ،فأقام حفلات رأس السنة بها الفنانين محمد النصري ،ندى القلعة ، وغيرهم، بينما فشلت الحفلات الجماهيرية للفنانين شريف الفحيل ،أفراح عصام ونادر خضر ، وبالخرطوم يبدو أن غلاء الأسعار لم يترك شيئا إلا وضمه من موجة الغلاء هذه فقد أثار الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر هذه الحفلات عدد من علامات الاستفهام حول هذه الأرقام التي يعتبرها البعض فلكية ،فقد بلغت قيمة تذكرة (500) جنيه مع العشاء الفاخر، الفنان أبوعركي البخيت قال إن ليس لديه علم بأن سعر التذكرة قد وصل إلي هذا المبلغ الكبير . ولعل إجابة أبوعركي تقود إلى فتح تساؤل مشروع عن المعايير التي يقوم منظمو الحفلات إلى جانب مدراء أعمال الفنانين تحديد القيمة المعينة للتذكرة هذه ، وأيضا كيف يقتصر دور الفنان الذي يتقاطر معجبيه إليه من كل حدب وصوب للاستماع إليه كيف يكتفي فقط باعتلاء خشبة المسرح من أجل الغناء فقط دون العلم بكم تكبد هذا الجمهور من جهد وعنت وهو يتقاسم مع لقمة العيش قيمة التذكرة لحضور حفل لفنانه الذي لا يعلم حتى كم قيمة التذكرة وكم من الصعوبة واجهت معجبيه ؟وهل يا ترى هؤلاء الفنانون قد قاموا بإمتاع الجمهور وتقدير هذا التعب أم فضلوا الاختباء خلف "البودي قاردات" التي يبدو أنها قد أضحت تقليعة جديدة في عالم الغناء في السودان . مدير أعمال أحد الفنانين قال إن تحديد قيمة التذكرة للفنان يبدأ بالتنسيق مع الجهة التي ستنظم الحفل سوى أكان صالة أو نادي ومن ثم يتم الإعلان عن الحفل، وقال أيضا إن قيمة التذكرة نحاول أن نواكب فيها سعر السوق والفنانين الذين من صفنا، ومن ثم تكون هنالك زيادات طفيفة على القيمة المحددة لأن حفل رأس السنة له ترتيبات مختلفة، لأنه موسم وتكون أجرة الفرقة الموسيقية فيه مضاعفة ولا اعتقد أن أسعار حفلات رأس السنة خرافية بل عادية جدا. الاخبار