هل حقاً يوجد ما يسمى بالحب الحقيقي؟ هل حقاً هناك توأم للروح؟ هذا ما يناقشه فيلم 'الحب الغبي المجنون'.. من خلال قصة كال، الأب الذي يكتشف خيانة زوجته له، فيحاول استعادة نفسه ورجولته، ليتشعب الفيلم في مجموعة من قصص الحب المتشابكة الأخرى، ويحاول سبر حقيقة وجود الحب.. إلى أي مدى يمكنك أن تحاول بما يكفي لإنجاح حب تعتقده حقيقياً لا يتكرر، وفي سبيل التمسك بمن تعتقد بأنه توأم روحك بغض النظر عن الظروف، ومهما فعل.. 'جون ريكوا' و'جلين فيكارا' في فيلمهما 'الحب الغبي المجنون'، يسردان من خلال قصة كال وزوجته، والقصص المتشابكة معها كقصة 'جيكوب' الفتى اللعوب الخبير في الإيقاع بالفتيات، الذي لعب دوره المميز 'ريان جوزلينغ' وترشح عنه لجائزة الصحافة الأجنبية 'جولدن جلوب'، وقصة روبي ابن كال المراهق الصغير، الواقع هو أيضاً في الحب، من خلال كل هذه القصص يسرد المخرجان اللذان سبق وتعاونا في أكثر من فيلم رؤيتهما عن حقيقة الحب، وتوأم الروح كحقيقة لا مناص منها، تتطلب فقط بذل ما يحتاجه الأمر لإنجاح العلاقة، مهما كان الأمر شاقاً، وعدم الاستسلام للظروف أو للرفض أو للذنب أو أي سبب آخر. السيناريو الذي كتبه دان فوجلمان، بسيط ومريح، واستطاع بسلاسة أن يعبر بنا بعيداً عن كليشيهات عديدة كان من الممكن الوقوع فيها، ولكنه في نفس الوقت وقع في بعض المطبات والمصادفات التي قد تكون واقعية ولكن مع مبالغة بسيطة تطلبها سير الحدث. الأداء التمثيلي ربما يكون العنصر الأكثر أهمية إلى جوار السيناريو في فيلم من هذه النوعية، والاستعانة ب ريان جوزلينغ لأداء دور جيكوب، كان أمراً موفقاً للغاية، ورفع من سوية الفيلم ككل، فهذا الممثل المميز استطاع بأدائه ال 'جوائزي' المعتاد إضفاء روح مختلفة، كذلك فعلت جوليان مور في دور إيميلي زوجة كال الخائنة وحب حياته، فيما لم يعجبني كثيراً أداء 'ستيف كاريل' الرتيب لشخصية كال، ولكنه ربما، أقول ربما يكون مناسباً للشخصية. الصورة في الفيلم جاءت بسيطة وهادئة، وخلت من أي لمسة غير تقليدية، فهي صورة فيلم رومانسي كوميدي هوليوودي معتادة في هذه النوعية من الأفلام، أدارها 'أندرو دن' الذي سبق وأن عمل على أكثر من فيلم شبيه من بينها فيلم 'هيتش'، الموسيقى والمونتاج كذلك لم يخرجا عن هذا الإطار. توأم الروح، فكرة لطالما تداولها الناس فآمن بها البعض ولم يصدق بها البعض الآخر، ففي هذا العصر المتعدد العلاقات والسطحي المشاعر، تزداد فكرة توأم الروح والحب الأبدي هامشية كل يوم، ويتركها حتى من آمنوا بها دوماً، ولكن هذا الفيلم، يعيدنا لفكرة هامة جداً، ربما، إن حاولت بما يكفي، وآمنت بما يكفي، وأحببت بما يكفي، سيكون كل شيء على ما يرام في آخر المطاف، فقط.. لا تتوقف عن المحاولة، ولا تيأس من حبك، أو من توأم روحك، ولا تتركه أبداً، إن حالفك القدر ووجدته. * شاعر ومخرج أردني/فلسطيني القدس العربي