لم تتوقف للحظة إنجازات بيب جوارديولا، هذا المدرب الشاب الذي تربع بفريقه برشلونة على عرش كرة القدم بفضل أسلوبه وذكائه وتواضعه، وامتلاكه لجيل من اللاعبين لم تشهده اللعبة من قبل، وربما لن يتكرر في المستقبل، بل إن المدرب أصبح على مقربة من تحقيق فوز واحد لإعادة رسم خريطة الكلاسيكو عبر التاريخ بين الغريمين الأذليين برشلونة وريال مدريد. ويتساوى البارسا والريال في عدد مرات الفوز بالكلاسيكو برصيد 86 إنتصار لكل جانب، وفي حال فوز البارسا في الكلاسيكو غداً سوف تتغير ملامح خريطة مواجهات الفريقين معاً، لتصب في مصلحة الفريق الكتالوني برصيد 87 فوز، متفوقاً على الريال الذي تلقى خسارة في ملعبه سانتياجو برنابيو الأسبوع الماضي 1-2، وتشير التوقعات إلى اقتراب تأهل برشلونة إلى الدور قبل النهائي بفضل الدعم الذي سيلقاه من جماهيره، ومعنوياته المرتفعة، والحالة النفسية التي يتمتع بها خلال مواجهات الكلاسيكو أمام الريال منذ قدوم "بيب جوارديولا". وحقق جوارديولا منذ توليه مهام تدريب الفريق الأول في صيف عام 2008، تسعة إنتصارات على ريال مدريد، حيث صدم الملكي بسداسية في السانتياجو برنابيو، وبخماسية في كامب نو تحت قيادة أولى للمدرب جوزيه مورينيو الذي أتى منقذاً للملكي بعدما أقصى الفريق الكتالوني من قبل نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2010 بفريق إنترميلان الإيطالي. ولم يخسر جوارديولا من الريال سوى مرة وحيدة كانت في نهائي كأس ملك إسبانيا العام الماضي، بهدف كريستيانو رونالدو، الأمر الذي يعطي لمباراة الغد نكهة ثأرية، وهو الذي تمكن البارسا من تحقيق نصفه في مباراة الذهاب من المسابقة الأربعاء المنقضي. وتعتبر هذه المرة الثانية التي يتعادل فيها البارسا والريال في عدد مرات الفوز بالكلاسيكو، حيث تعادل الفريقان من قبل منذ ما يقرب من 81 عاماً في موسم 1930، ولكن المؤشرات ترجح كفة البارسا في رسم خريطة جديد للكلاسيكو الإسباني، واقتناص البلوجرانا لفوز يضعهم في المقدمة.
