لندن - تشهد لندن وأوروبا ولأول مرة رداءً فريدًا من نوعه، مصنوعًا من خيوط حرير، تم استخلاص مادته مما يزيد على مليون من حشرات العنكبوت، وهو رادء بلا أكمام، ويوضع على الكتفين ومعروف باسم "الكاب"، وقد استغرق إعداد هذا الرداء ما يزيد على أربع سنوات، وقد شارك في صناعته 80 فردًا. إذ كان يقوم فريق في كل صباح بتمشيط مرتفعات جزيرة مدغشقر؛ للبحث عن إناث العنكبوت المعروفة باسم "الغولدن أورب"، وتجميعها من أجل صناعة هذا الرادء الرائع والفريد. وقام فريق العمل بعد ذلك بتسخير كل حشرة داخل جهاز خاص، لاستخلاص المادة الحريرية، على أيدٍ مدربة، من عدد 24 حشرة عنكبوت في المرة الواحدة، وذلك قبل إعادتها مرة أخرى إلى بيئتها البرية. يذكر أن خيط الحرير الواحد كان يصنع من عدد 96 جديلة ملتفة، كما أن عملية إنتاج أوقية من الحرير أي حوالي 28 غرامًا، كانت تتطلب في المتوسط توفير 23 ألف حشرة عنكبوت، وقد بلغ طول النسيج بلونه الذهبي الطبيعي الذي تم إنتاجه أربعة أمتار، ويقال إن "هذا القماش هو الأول من نوعه الذي يتم إنتاجه بهذه الطريقة، التي تعتمد في الأساس على الأيدي العاملة بصورة مكثفة". مصمما هذا الثوب اثنان من المغتربين في مدغشقر: وهما سيمون بيرز ونيكولاس غودلي. وقام كلاهما "باستلهام الفكرة من أوصاف ورسومات تعود إلى القرن التاسع عشر، وبدأ الثنائي في تجربة حرير العنكبوت منذ العام 2004، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إحياء هذا التقليد القديم "المفقود"، ومن المقرر أن يتم عرض رداء الكاب الفريد هذا في متحف فيكتوريا وألبرت، والمعروف اختصارًا باسم "في آند إيه" في لندن، ويعلق بيرز على عرض الرداء بقوله :"إنهما حريصان على عرض نسيج من حرير العنكبوت في متحف فيكتوريا آند ألبرت، على أساس أن هذا المتحف هو أنسب مكان للعرض الأول له في أوروبا". يذكر أن "متحف فيكتوريا آند ألبرت لم يشهد من قبل عرضًا لأي نسيج مصنوع من حرير العنكبوت، وذلك على الرغم من أنه يحتوي على ألوان متنوعة من فنون الزينة والديكور". ولقد كان هذا هو الدافع وراء اختيار المتحف لعرض الرداء، وكان أول ظهور لنسيج مصنوع من حرير العنكبوت، في معرض بمتحف التاريخ الطبيعي في نيويورك، في العام 2009، وقد حطم عدد زوار ذلك المعرض الأرقام القياسية كلها، التي حققتها معارض سابقة. وكانت محاولات إنتاج أقمشة من حرير العنكبوت قد بدأت منذ العام 1900. وكالات
