لاتزال مأساة بورسعيد تسيطر على الأجواء الرياضية وغير الرياضية في مصر، ولا حديث في كل مكان إلا عنها وإن كانت بعض الأصوات تتعالى وتطلب معرفة مصير نشاط الكرة في مصر، الذي تم تجميده عقب هذه الأحداث، وراحت بعض الفرق كالزمالك تستعد للمواجهات الأفريقية التي ينتظرها، والبعض الآخر كالإسماعيلي منح لاعبيه راحة جديدة زيادة عن التي حصلوا عليها بعد الأحداث، بينما ينتظر مسؤولو الجهاز الفني للمنتخب المصري الأول مصير مشاركاته الأفريقية، فيما يتلقى الأهلي العزاء بالبرقيات، وفي الوقت نفسه يتلقى أيضا عروضا من الأندية لإقامة مباريات ودية لصالح ضحاياه من الجماهير. الأهلي لم يبت في أي دعوة تلقاها حتى الآن بشأن هذه المباريات الودية التي سيخصص دخلها لصالح الضحايا... ومنها دعوة من الزمالك، وأخرى من الهلال السوداني، الذي عرض إقامة المباراة في السودان على أن يتحمل هو تكاليف السفر والإقامة، وهو ما أكده رئيس النادي السوداني الأمين برير لرئيس الأهلي حسن حمدي خلال تقديمه واجب العزاء... وينتظر الأهلي رأي الجهاز الفني في هذه الدعوات. كما تلقى الأهلي أكثر من دعوة من أندية عربية لاستضافة مبارياته الأفريقية، منها أندية «قطرية وسعودية وإماراتية» في حال تعذر إقامتها في القاهرة بعد الأحداث المأسوية، وأبدى مسؤولو هذه الأندية استعدادهم لتحمل جميع التكاليف. كما لم يبت الأهلي في أمر مشاركته ببطولة دوري أبطال أفريقيا، التي ستبدأ منافساتها بالنسبة له في مارس المقبل. وأكد مصدر مسؤول في الأهلي، أن القرار الساري الآن هو تجميد النشاط الرياضي بما فيه كرة القدم، وعندما أصدر المجلس قراره لم يستثن المشاركات القارية، في الوقت نفسه لم يصدر قرارا بالانسحاب من البطولة، والأمر متروك للمجلس، وأن شغل أعضاء المجلس الآن هو الكشف عن الجناة الحقيقيين في حادث بورسعيد. وقد جنبت قرعة البطولة الأهلي من المشاركة في الدور التمهيدي، ومن المقرر أن يخوض أول مباراة رسمية في البطولة بعد شهر ونصف الشهر من الآن، حيث ينتظر المتأهل لدور ال «32» من فريقي ميتساميولي بطل جزر القمر والبن الإثيوبي، ومن المقرر أن تقام مباراة الذهاب خارج القاهرة أحد أيام «23 أو 24 أو 25» مارس المقبل، ويقام لقاء الإياب أحد أيام «6 أو 7 أو 8» أبريل المقبل. بينما عرض الاتحاد السوداني استضافة مباريات الفرق المصرية في بطولتي أفريقيا «دوري الأبطال والكونفيديرالية»، وأرسل الاتحاد فاكسا بذلك للاتحاد الأفريقي للنظر فيه خلال اجتماعات الكاف على هامش بطولة أفريقيا المقامة في غينيا الاستوائية والجابون، وتشارك أندية الأهلي والزمالك وإنبي والحرس في البطولتين. ومن جهة ثانية، ساءت حالة نائب رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب الموجود حاليا في ألمانيا بعد إجرائه جراحة في المخ هناك، وبعد معرفته بنبأ مذبحة استاد بورسعيد. وطلب الخطيب العودة إلى القاهرة على الفور لمتابعة الأحداث، لولا تدخل الطبيب المعالج، الذي أكد له استحالة عودته للقاهرة قبل مرور أسبوعين حفاظا على حياته. في شأن آخر، تقدم نادي الاتحاد الليبي بواجب العزاء إلى إدارة النادي الأهلي في وفاة مشجعيه بمذبحة استاد بورسعيد. وحضر فريق الاتحاد الليبي بجميع أعضائه إلى مقر النادي، حيث يقيم الفريق معسكرا تدريبيا بالقاهرة حاليا. في شأن آخر، نفى مهاجم الفريق السيد حمدي اختفاءه عقب واقعة مذبحة استاد بورسعيد الأخيرة، قائلا إنه تواجد مع لاعبي الفريق في تقبل العزاء بسرادق الألتراس بجوار النادي. وأكد أنه غادر منزله وعاد إلى منزل أسرته خارج القاهرة بعد هذا اليوم حتى يستطيع استعادة هدوئه النفسي مرة أخرى، خصوصا أن ما حدث في استاد بورسعيد كان فوق أي وصف.