عقيق: اكتشفت بلدة "عندل" بمحلية عقيق في قمم جبال البحر الاحمر بالسودان ان تراثها المتمثل في المشغولات اليدوية ذات الالوان الصارخة، قادر على جذب السياح واجبارهم على الصعود الى المنطقة الواقعة وسط قمم جبلية قاسية. ويقول علي محمود من اهالي البلدة أن اسم "عندل" يعني المنطقة القاتلة للاعداء، اذ ان البلدة محاطة بازهار وشجيرات سامة حصنتها من الاعداء منذ قدم الزمان، كما ان طبيعة المنطقة شكلت مع النباتات السمية سورا حمى بلدتهم الوادعة من الدخلاء والعادات الدخيلة على تراث المنطقة الرعوية. واشار محمود الى ان اهتمامهم بالتراث في المنطقة اخيرا ساعد في تنميتها اقتصادياً بعد ان درجوا على اقامة معارض في الجبال تجد إقبالاً كبيراً من السواح الذين يقصدون المنطقة. وعكست المعارض مشغولات يدوية وتراثية فضلا عن عكس اشكال وملبوسات السكان المحليين بسمرتهم الضاربة الى السواد وشعورهم الطويلة المتدلية الى الكتفين وتعتبر منطقة عندل بمحلية عقيق والتي تقع جنوب ولاية البحر الأحمر من المناطق ذات الطبيعة القاسية، وهي محاطة بالجبال ويهتم أهلها بالرعي والتراث. أفلحت المنظمة الألمانية للعمل بالزراعة في تحويل "جلسات" القهوة إلى ساحة تنافس في الأعمال اليدوية، وأقامت دورة تدريبية بالمنطقة لرفع قدرات المرأة للاعتماد على نفسها وزيادة دخلها من خلال تطوير المنتج المحلي وتغذية الأسواق وأبدت نساء قرية عندل تجاوباً كبيراً مع الدورة وتمكن خلال عشرة أيام فقط من صنع منتجات يدوية جميلة، وتم بعدها فتح معرض يحوي هذه الأعمال وأصبحت نساء القرية مهووسات بإنتاج مصنوعات راقية، وتحولت جلسات القهوة من اضاعة للوقت إلى ساحة تنافس، لجني المال وتؤكد منسق المنظمة الألمانية، دلال عبدالهادي ل"شبكة الشروق"، أن المقتنيات التراثية في المنطقة كانت محفزاً لإنطلاق الدورة التي اعتمدت عنصر التحديث وتمليك أدوات تسهل مهمة الحياكة والتطريز التي اُشتهرت بها نساء المنطقة. وأكدت أن الدورة آتت أكلها خلال عشرة أيام فقط، وتمكنت النسوة من إنجاز مصنوعات نادرة، ما دفع المنظمة لعرضها في معرض يعود بالمال للنسوة اللائي كن يعشن أوضاعاً صعبة.