نظمت وزارة الثقافة الليبية حفلا رسميا أحياه عازف العود العراقي الشهير نصير شمة، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الثورة، التي انتهت بمقتل العقيد القذافي على يد الثوار. ألهب عازف العود العراقي المعروف نصير شمة الثوار في مدينة بنغازي خلال الاحتفال الرسمي الذي نظمته وزارة الثقافة والمجتمع المدني في الحكومة الانتقالية الليبية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاندلاع ثورة السابع عشر من فبراير. وقدم شمة العديد من الأعمال الفنية والقطع الموسيقية الشهيرة على مختلف مقامات الموسيقى. وقد رافقت الفنان العراقي المعروف فرقة «تخيل» مساء أمس الأول في مجمع سليمان الضراط في المدينة الرياضية في بنغازي شرق ليبيا. وقال شمة في الحفل الذي لم يدع له عامة الشعب «إن الشعب الليبي صنع تاريخه بنفسه»، لافتا إلى أنه يتشرف أن يشارك الليبيين رجالا ونساء بذكرى ثورتهم «التي جلبت المجد لليبيين»، على حد وصفه. وأضاف عازف العود العراقي «كنت مناصرا لقضية الشعب الليبي منذ أولى لحظات الثورة من خلال مشاركتي في الاعتصام الذي نظم بداية الثورة أمام مبنى السفارة الليبية في القاهرة». واعتبر شمة أن الثورات العربية ستغير لا محال من توجه الفن العربي، قائلا إن أعماله منذ البداية كانت لصيقة بالقضايا الإنسانية. وأضاف أن ما شهده العالم العربي «كفيل بأن يجعلني أفخر بطموح الشباب العربي نحو الحرية والانعتاق في بلدانهم»، مشيرا إلى أن حضوره إلى بنغازي ومشاركته في الحفل دليل على أن الفن لابد أن يكون انعكاسا لما يعيشه المتلقي. وشهد الحفل حضور وزير الثقافة الليبية عبدالرحمن هابيل ووكيل الوزارة عواطف الطشاني ووزير التعليم سليمان الساحلي وكبير مستشاري رئيس المجلس الانتقالي الليبي محمد المفتي، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين ونخب من المثقفين والصحافيين والإعلاميين والثوار. وشارك في الحفل الفنان الشعبي الليبي المعروف مصطفى البتير، في وصلة غنائية مع فرقة الكشافة والمرشدات في مدينة بنغازي، بعدد من الأغاني الفلكلورية الليبية، وأهازيج عدة تغنت بالثورة ودعت إلى تسليم الثوار لسلاحهم والانخراط في بناء دولة القانون والمؤسسات. كذلك أدى الشاعر سعد العمروني الملقب ب»شاعر الثورة الليبية» وصلة من الشعر الشعبي تخليدا لما تحقق من إنجازات خلال الثورة. وحيا وزير الثقافة الليبية عبدالرحمن هابيل الحضور بتذكيرهم بتخلص الفن والثقافة الليبية بعد الثورة من الأدلجة «الخضراء» التي فرضها الزعيم الليبي السابق معمر القذافي قائلا «إن خير دليل على ذلك هو إقامة هذا الحفل في هذا المكان الذي كان يشهد إعدامات لمناوئي القذافي في ثمانينيات القرن الماضي» في إشارة إلى مجمع سليمان الضراط الذي شهد إعدام الطالب الصادق الشويهدي على يد ميليشيات اللجان الثورية في عام 1984.