وجدت دراسة أمريكية أن النوم لأقل من أربع ساعات على مدى خمس ليال متتالية، قد يضر بالدماغ على نحو مشابه لتأثير الحرمان الكلي من النوم. وتضيف نتائج الأبحاث التي أجريت على حيوانات، وقام بها باحثون من جامعة "ويسكنسون" الأمريكية، إلى الحقائق والأدلة المتوفرة بشأن الآثار السلبية لعدم أخذ قسط كاف من النوم، تأثيره على العقل والبدن. وقام فريق العمل بدراسة موجات دماغ فئران عملوا على بقائها يقظة لمدة عشرين ساعة على مدى خمسة أيام، وجرى التركيز على نشاط الموجة البطيئة (slow wave activity SWA، الذي يكشف عن حاجة الفرد للنوم، فضلاً عن عمق النوم الذي يلي فترة اليقظة. وقال الباحثون، في الدراسة التي نشرت في دورية "الأكاديمية القومية للعلوم"، إن عدم الحصول على قسط كاف من النوم لعدة ليال، يمكن أن يؤثر على قدرة الفرد الإدراكية. كما ذكرت الدراسة أن معظم الدراسات الحديثة على البشر، أظهرت أن عدم النوم لساعات كافية لخمسة أيام، يؤدي للعجز التراكمي في اليقظة والإدراك. وقد تؤدي قلة النوم كذلك إلى زيادة مقاومة للأنسولين، مما قد يعرض لخطر الإصابة بالسكر. وكشفت دراسة نشرت في يونيو/ حزيران الماضي، أن المراهقين الذين يعانون مشاكل في النوم ليلاً، ويذهبون إلى المدرسة في اليوم التالي متكاسلين، هم عرضة للاكتئاب، أكثر بثلاث مرات من زملائهم الذين يحصلون على حصة كافية من النوم. ووجد بحث أمريكي آخر أن أخذ قيلولة قصيرة لمدة ساعة، قد تنعش الدماغ وتعزز القدرة على التعلم، وأن تقليل ساعات النوم يبطئ من حركة العقل. وقال واضع الدراسة، ماثيو ووكر، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، إن النوم وعلى مستوى الإدراك العصبي، "سينقلك إلى ما بعد حيث كنت ما قبل الغفوة." دراسة: التوتر في الصغر يقود الى امراض عند الكبر حذرت مجموعة من أطباء علم النفس من أن الأوقات العصيبة والتوتر في الحياة يقودان على المدى الطويل الى صحة عليلة وموت مبكر. ووجدت سلسة من الدراسات أن التوتر الناتج عن الفقر او الاستغلال في الطفولة، يمكن ان يقود مع الوقت الى أمراض في القلب وأن يسرّع في هرم الخلايا. وعرضت هذه الدراسات في مؤتمر الاتحاد الامريكي للطب النفسي، وهي أظهرت ان تجارب الحياة التي يتعرض لها المرء في سن مبكرة، تترك أثراً طويل المدى على الصحة. وقال خبير بريطاني ان ثمة ادلة متزايدة تشير الى التأثير الجسدي للتوتر في الطفولة. وفي احدى الدراسات، تناول الباحثون العلاقة بين العيش في فقر شديد، والاشارات المبكرة على امراض القلب، في 200 مراهق من السليمين صحياً. وتوصلوا الى ان افقر الأسر تعاني تصلباً في الشرايين وضغطاً مرتفعاً في الدم. وبيّنت دراسة أخرى ان الاطفال في المنازل الاكثر فقراً عرضة اكثر من غيرهم في تفسير الهزء من ظروف اجتماعية معينة على انها تهديدات، وهم يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم وعدائية متزايدة وغضباً خلال ثلاثة اختبارات للتوتر. وتدعم هذه النتائج دراسة اخرى تظهر الرابط بين الطفولة الصعبة وبين امراض القلب والاوعية الدموية مستقبلية، بحسب البروفسورة كارن ماثيوز التي قادت فريق البحث. وقالت ماثيوز ان البيئة المرهقة والتي لا يمكن توقعها تجعل الاطفال "فائقي الحركة والتيقظ" أمام المخاطر. واظهرت دراسة اخرى أجراها باحثون جامعة اوهايو وتناولت مجموعة من الراشدين الذين يحملون طرف جنون، ان المآسي التي يتعرض لها المرء في الطفولة، كموت الاهل او الانتهاكات، تجعله اكثر ضعفاً امام تأثيرات التوتر في مراحل لاحقة من الحياة، وحتى تقصير الحياة.