القاهرة: في الوقت الذي سبق وأن أثيرت فيه الكثير من نوبات الجدل العلمي والبحثي حول تلك التجارب التي تعرف بالتجارب القريبة من الموت، أظهر باحثون أميركيون أن تلك التجارب الغامضة ربما تنتج عن موجة من النشاط الكهربائي في الدماغ قبيل لحظات من وفاة الشخص. ويقول الأطباء إن هذا الكشف ربما يقدم تفسيرًا لسبب تحدث بعض المرضى، الذين يعودون إلى الوعي عندما يقتربون من الموت، عن شعورهم بأنهم يسيرون على سبيل المثال صوب ضوء ساطع أو شعورهم بأنهم يطفون فوق أجسادهم. وذكرت التلغراف ان الأطباء الذين خلصوا الى تلك النتيجة المثيرة يعتقدون أن انفجارا ً يحدث في نشاط المخ قبل الوفاة مباشرة ً، وهو ما يمكن أن يُفسِّر التجارب "الروحية" الحية التي يتحدث عنها هؤلاء الأشخاص الذين يستردون وعيهم بعد أن كانوا على مقربة من الموت. وتمضي الصحيفة البريطانية لتنقل هنا عن دكتور لاخمير شاولا، طبيب العناية المركزة بالمركز الطبي التابع لجامعة جورج واشنطن في الولاياتالمتحدة، قوله :" نعتقد أن التجارب القريبة من الموت يمكنها أن تنتج عن موجة من الطاقة الكهربائية التي يتم إفرازها عندما ينفذ الأكسجين من الدماغ". ويضيف في هذا السياق بقوله :" مع تباطؤ تدفق الدم وانخفاض مستويات الأكسجين، تقوم خلايا الدماغ بإطلاق دفعة كهربائية واحدة وأخيرة. وتبدأ تلك العملية في أحد أجزاء الدماغ ثم تنتشر بشكل متتال، وهو ما قد يعطي الأفراد أحاسيس روحية حية". وتلفت الصحيفة من جانبها إلى أن كثيرين من المرضى الذين يستردون وعيهم، قد سبق لهم أن تحدثوا عن تجارب شعروا فيها بأنهم مغمورون بضوء ساطع أو مغمورون بإحساس من السلام، عندما يبدؤون المشي بداخل نفق يملئه الضوء. ويمضي دكتور شاولا ليقول إن مثل هذه التجارب يكون لها تفسيرا بيولوجيا بدلا ً من آخر ميتافيزيقي. وفي الدراسة التي أجراها، استعان شاولا بجهاز يعرف اختصارا ً ب "EEG"، وهو جهاز يعني بقياس نشاط المخ، لمراقبة سبعة أشخاص ميؤوس من حالتهم المرضية. ويتمثل الهدف الطبي لتلك الأجهزة في التأكد من أن المرضى، الذين يعانون من أمراض مثل السرطان والنوبة القلبية، تم تخديرهم بصورة كافية لكي لا يشعروا بالألم. ومع هذا، لاحظ دكتور شاولا أن المرضى تعرضوا في اللحظات التي سبقت الوفاة لانفجار في نشاط الموجات الدماغية، مستمراً مدة تتراوح ما بين ثلاثين ثانية إلى ثلاث دقائق. وتشير الصحيفة كذلك إلى أن هذا النشاط كان مشابها ً لذلك الذي يمكن رؤيته لدى الأشخاص الذين يكونوا في وعي تام، حتى وإن تظاهر المرضى بأنهم نائمين ولم يكن لديهم ضغط دم. وبمجرد أن يبدأ هذا النشاط في الانحسار، يتم الإعلان بعدها عن وفاتهم. وتختم التلغراف بتأكيدها على أن هذا الجهد البحثي الجديد يعتبر الأول من نوعه الذي يشير إلى أن التجارب القريبة من الموت يكون لها سببا فسيولوجيا معينا.