1 - مقدمة ! ذكرنا في مقالة سابقة ، أنه رغم نفي الرئيس البشير المتكرر ، إلا أن هنالك آيات كثيرة تؤكد أن الرئيس البشير سوف يكون مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة المؤتمر الوطني في أغسطس 2013 ، وبالتالي مرشح المؤتمر الوطني لإنتخابات رئاسة الجمهورية في ابريل 2015 ، وقطعا رئيسا منتخبا انتخابا مخجوجا لبلاد السودان لفترة رئاسية أخرى تنتهي في ابريل 2020! ويكون بهذا النصر ، قد كسر الرقم القياسي لحكم بلاد السودان ( 31 سنة متواصلة ) ، ودخل سجلات غينيس ، كأكبر رئيس معمر في بلاد السودان ! كما استعرضنا في مقالة سابقة آية من هذه الآيات المذكورة أعلاه ، وتحديدا ( أمر القبض ) ! ونستعرض أدناه الآية الثانية : 2 - الفاسدون المفسدون ! وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ! قالوا تقاسموا بالله لنزاودن على الرئيس البشير ، ولنجعلنه رئيسا للمؤتمر الوطني في 2013 ، ولعواليق بلاد السودان لما بعد ابريل 2015 ، وحتى ابريل 2020 ، ليصير في الحكم 31 الكوتشينة من السنين ! كل واحد من هؤلاء الفاسدين المفسدين من قادة المؤتمراونطجية يحمل كتابه بشماله ، وقد خفت موازينه ، فاولئك هم الذين خسروا أنفسهم ، بما كانوا بآيات الله يظلمون ! هؤلاء وأؤلئك يسبحون كالمجرات في فلك الرئيس البشير ، يستمدون منه القوة ، والسلطة ، والثروة ! كل واحد منهم يخاف أن يهلك الرئيس البشير ، فيفتح النظام الجديد ملفاته القذرة ، ويُرمى به في بروش كوبر ، وزنازين شالا ! إذا غابت شمس الرئيس البشير ، فسوف تحرق جميع هذه المجرات ، وتصير إلى عدم ! نظام الإنقاذ أصبح نظام الرئيس البشير الشخصي! هو المبتدأ ، وهو الخبر ! هو مضمون النظام ، وهو جوهره ! هو قائده، وهو آمره ! يرى الرئيس البشير نفسه ممثلا لدين الله الحق ، ولأحكامه القطعية ، باعتباره تجسيداً للشريعة ، التي لا يأتيها الباطل من خلفها أو من بين يديها ! هو الفرعون ، الذي لا يريهم إلا ما يرى ! وأما المكاتب القيادية في المؤتمر الوطني ، والتشكيلات القيادية في مؤسسة القوات النظامية والخدمة المدنية ، والشخصيات النافذة في الدولة ... كل ذلك ومثله معه مجرد ظلال لحكم الرئيس البشير الفردي ! وأن شئت فقل كل ذلك ستارة لتمويه الفرعون والفرعونية وتغطيتهما ! غطت شجرة الرئيس البشيرالوارفة الظلال على شتلات أبالسة الصف الثاني ، فصاروا كلهم سواسية من ناحية الثقل السياسي ، خاصة مع انعدام المرجعية العسكرية لكل منهم ! ولكنهم من الدهاء بحيث لن يسمحوا للرئيس البشير بمغادرة المسرح ، حتى لا تبدأ حرب (الطردة ) ، فتحرقهم أجمعين ، وتقضي معهم على الأخضر واليابس ! قادة المؤتمر الوطني في الصف الثاني ، مباشرة خلف الرئيس البشير ، يمثلون مراكز قوي متشاكسة فيما بينها ! وهذه المراكز تفور بلاعقي الأحذية ، الذين يموتون في سبيل ترقية رئيسهم ، على حساب غيره من رؤساء مراكز القوى الأخرى ... رئيسهم الذي يرمي لهم بالعضم ليكدوه ! مثلا : لن يعترف الدكتور نافع علي نافع بالرئاسة للأستاذ علي عثمان محمد طه ، ولن يعترف الإثنان بالرئاسة للبروفسور ابراهيم أحمد عمر ! وهكذا كل فريق برئيسهم فرحون ! ولا يعترف لغير الرئيس البشير بالرئاسة الكبرى ! والرئيس البشير يعمل على تقوية هذه المراكز ، بتقسيم كعكة السلطة عليهم بالتساوي ، حتى يصير هو الحجاز والGodfather والفرعون الذي يقف الترتار عند بابه ! يمثل الرئيس البشير الصماغة ، التي تربط مراكز القوي هذه بعضها ببعض ! بل ربما البوصلة التي تهتدي بها هذه المجرات وإذا ضاعت البوصلة ، انحرفت هذه المجرات من فلكها ، وأحترقت ! في يونيو 1989 ، فصل الرئيس البشير جلابية السلطة على مقاسه ، ومقاس عرابه الترابي ! كانت الفرعونية ( بدون فرعون ) هي المرجعية ، في الفترة الأولى للإنقاذ ! كان الرئيس البشير الفرعون الظاهر ، والشيخ الترابي الفرعون المخفي !وبما أن المؤسسة الفرعونية لا تسمح بغير فرعون واحد في زمن واحد ، فقد أعاد الرئيس البشير تفصيل جلابية السلطة على مقاسه هو حصريا (مفاصلة 1999) ! وصار هو الفرعون الأوحد ! جلابية الرئيس البشير لن تصلح لأي من قادة الصف الثاني ، بعد الرئيس البشير ، في المؤتمر الوطني ! خياران أمام قادة المؤتمر الوطني : إما أن يستمر الرئيس البشير داخل جلابيته ، والكل يستظل تحتها ! أو يتم تمزيق الجلابية ، فيصير الجميع عرايا ، لا يجدون حتى ورق التوت ليغطي سؤاتهم ! إذن ، فسوف يقاتل قادة المؤتمر الوطني قتال المستميت ، حتى يستمر الرئيس البشير رئيسا للمؤتمر الوطني لما بعدعام 2013 ! إذا رفض الرئيس البشير الترشح لفترة رئاسية أخرى ، فسوف يرغمونه ، ويجبرونه ، ويرفعون المصاحف على أسنة الرماح ، ويسيرون المسيرات المليونية ، المدفوعة الأجر ، تستجدي الرئيس البشير ليقبل ، (خلافا لرغبته) ، بأن يستمر رئيسا للمؤتمر الوطني ! سوف لن يترك هؤلاء الأبالسة حجرا دون أن يقلبوه ، في سبيل اقناع الرئيس البشير بالتضحية في سبيل بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان ، وقبوله ، ولوعلى مضض ، ليكون رئيسا للمؤتمرأونطجية بعد 2013 ولعنقالة السودان بعد 2015 !وهم في فعلتهم هذه ، ليسوا بمنافقين ، وإنما جادين ، ويؤمنون إيمانا قاطعا ، بأنهم إما مع الرئيس البشير ، وإما في صحبة الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ! كما لن يقبل جنرالات المؤسسة العسكرية ، أن يترأس المؤتمر الوطني في أغسطس 2013 ، شخصا من خارج مؤسستهم ، ليصبح رئيسا للسودان في ابريل 2015 ! فيفقدون سيطرتهم الحالية الفاعلة علا مؤسسة الرئاسة ، وعلى مخصصاتهم التي تفوق ال 70 % من الميزانية العامة للدولة ، مقابل أقل من 5% للصحة والتعليم ! هل أتاك حديث من أكد بأن الرئيس البشير مزق أتفاقية الدكتور نافع مع القائد مالك عقار ( أديس أبابا – يونيو 2010 ) حصريا لرفض جنرالات المؤسسة العسكرية لها ؟ ثم أن قادة المؤتمراونطجية سوف يخافون أن تنقلب المؤسسة العسكرية عليهم ، إذا غادر العسكري البشير سرج السلطة ، في المؤتمر الوطني والقصر الجمهوري ؟ وتكون حليمة قد رجعت لقديمها ، ويفقد أبالسة المؤتمر الوطني مواقعهم الأزلية ، وتتم فتح ملفاتهم ، ويقضون بقية حيواتهم في كوبر وشالا ، بعد أن يحل العسكر في أماكنهم ، ويدوب المؤتمر الوطني كما فص الملح ! إذن سوف يتباكي أبالسة المؤتمر الوطني أمام باب الرئيس البشير ، يستجدونه في سماع أصوات ، وتلبية طلبات جماهير المؤتمر الوطني( المليونية الهادرة)، المصممة والمصرة على استمرار الرئيس البشير رئيسا للمؤتمر الوطني في أغسطس 2013 ، ولبلاد السودان في ابريل 2015 ! سوف يصدق الرئيس البشير دموع هؤلاء الأبالسة وهم يستجدونه ! وهي ليست دموع تماسيح ! بل هي دموع حقيقية ، تنزف من القلب ! وسوف يرضخ لمطلبهم (مكرها!) . اختزل الدكتور نافع الوضع الماثل ، في كلمات تغني عن مجلدات ، في هذا الموضوع ! قال: الرئيس البشير ماعلي كيفه يرفض الترشح ! هذا أمر يقرره المؤتمر العام للمؤتمر الوطني ! وتدق نقارة حسب الله ! الكل صادق ! أبالسة المؤتمرأونطجية صادقون في بكائهم ، وأرغامهم ، بل أجبارهم ، الرئيس البشير على الترشح لفترة رئاسية أخرى لمؤتمر الوطني ! الرئيس البشير صادق في رفضه الترشح كما أكد مرارا وتكرارا !! ولكنه سوف يرضخ أمام ضغوط شعبه ، الذي لا يرفض له أمرا ! ومحمد أحمد السوداني يصدق المؤتمراونطجية الصادقين ، في دعواهم وفي بكاءياتهم ؛ ويصدق الرئيس البشير الصادق ، في دعواه وتمنعه ! ولا يجد محمد احمد الرغبة في حكها ، ليعرف ما تحتها ! 3- خال الرئيس ؟ بلاد السودان تحاكي البركة الهائجة ، التي لا يتأثر سطحها ، بحجر يلقى فيها ، حتى وإن كان الحجر ، قدر الضربة ، وفي حجم حرب غير مبررة يشنها نظام البشير علي دولة جنوب السودان ، كما هدد بذلك الرئيس البشير ، مرارأ وتكرارا ! بلاد السودان تحيطها المحن والاحن من كل الجهات ؛ وهي تنافس تشاد في مرتبة ثاني الطيش ، في ذيل قائمة الدولة الفاشلة ، بعد الطيش بأمتياز ... لا دولة بلاد الصومال ! بدأ خال الرئيس ، بتشجيع مغتغت من قيادات متنفذة في المؤتمر الوطني ، الهروب الي الأمام ، ودق طبول الحرب ضد دولة جنوب السودان ... برفضه أتفاقية الحريات الأربعة ، التي لا يوجد عاقل له عينين ، ولسانا وشفتين ، وهديناه النجدين ، يرفضها ! ولكن خال الرئيس يرمي بعيد ! هو يعرف أن وجوده مرتبط بأستمرار أبن أخته في السلطة ! فهو ومن معه من متنفذي المؤتمر الوطني ، ( المرتبطة مصالحهم الشخصية بالرئيس البشير ) يبغون الفتنة ، حتي لا يجد المؤتمر الوطني ، في أغسطس 2013 ، مناصا من تجديد البيعة للرئيس البشير ، رئيسأ للمؤتمر الوطني ، لمجابهة التحديات الخارجية ، وهزيمة الكفرة الفجرة ! وفي قيادات المؤتمر الوطني سماعون لخال الرئيس وشرزمته ، الذين يبغونهم الفتنة ، ولو خرجوا فيهم ما زادوهم إلا خبالا! أذن أعادة ترشيح ابن الأخت رئيسأ للمؤتمر الوطني في أغسطس 2012 تصبح فرض عين ؛ ببساطة لأن الجو سوف يكون ، وقتها ، جو حرب ! 4 - المعينات ؟ هناك 4 عوامل ، كل عامل منها يساعد مجاهدات قادة المؤتمراونطجية المستميتة لإعادة انتخاب الرئيس البشير . نستعرض هذه العوامل في الحلقة القادمة [email protected]