انتقد المطرب الجزائري نوري كوفي الأحوال التي تشهدها الساحة الفنية في الجزائر التي وصف أجوءاها ب"المتعفنة"، مؤكدا أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لما اختار طريق الفن. وفي حين أكد أن وزارة الثقافة الجزائرية تمارس عليه حصارا رهيبا، ما حوّله إلى عصفور في قفص، فإنه أشار إلى أن فناني الراي أصحاب الكلمات الساقطة أصبحوا هم من في المقدمة! وأضاف نوري الكوفي في برنامج "سهرات المدينة" على التلفزيون الجزائري بأن "ابن مدينة تلمسان ومطربها الأول على الإطلاق يُحرَم من المشاركة في فعاليات تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2012"، وهذا ما لا يتصوره أحد". واعتبر المطرب بأن "سياسية الإقصاء التي تمارسها وزارة الثقافة على الفنانين الذين لهم مواقف معارضة أصبح لا يطاق، وأنا واحد من هؤلاء الذين لا يتراجعون عن مواقفهم، خصوصا وأني مُنعت أيضا من المشاركة في تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، في الوقت الذي شارك ويشارك الفنانون الذين تتلمذوا على يدي في كل هذه التظاهرات". وبرأي نوي كوفي فإنه لو عاد بالزمن إلى الخلف، لما اختار طريق الفن، قائلا "لو عرفت بأني سأعيش هذه اللحظات لما اخترت طريق الفن". وتساءل "هل يعقل أنه بعد مسيرة فنية دامت لعشرات السنين لا أستطيع أن ألتقي جمهوري في المهرجانات الفنية التي تنظم؟". وانتقد المطرب غياب قانون للفنان يحفظ له كرامته، وقال "الفنان في الجزائر لا يمكنه الخروج في تقاعد، ويعمل رغم التعب والمرض ليكسب قوت يومه، وهذا عيب". أما بخصوص الحفاظ على الموسيقى والتراث الأندلسي، قال المطرب "هل يعقل أنه بعد خمسين سنة من الاستقلال لم يتم حفظ الأغاني والموسيقى الأندلسية في الجزائري، إن العيب أن يحدث ذلك في الوقت الذي لا تفكر فيه وزارة الثقافة في فعل ذلك؟". أما بخصوص تشجيع مطربي الراي على حساب الأغنية الملتزمة والنظيفة، قال نوري كوفي "أصبح الفنان الذي يغني الراي بكلمات ساقطة ويسيء لسمع الجزائر أهم من مطرب يغني التراث والموسيقى والقصائد الملتزمة". وأضاف "الجو متعفن، وما عدنا نفهم أين هو الفن وأين هو النشاز والغناء الشاذ".