حميد أحد صناع انتفاضة ابريل بشرى الفاضل اليوم غيَّب الموت الشاعر الضخم محمد الحسن سالم حميد الذي لقى مصرعه في طريق شريان الشمال الذي هو عبارة عن شريط ضيق من الاشرطة الاسفلتية التي تحصد الارواح ويسمونها في بلادي طرق سريعة بينما يتهكم من بؤسها مهندسو الطرق وحتى عابرو السبيل. كان حميد أحد صناع انتفاضة مارس ابريل- عام 85 بشعره مع شعر صنوه القدال والدوش ومحجوب شريف وآخرين ذلك الوهج الشعري الذي كان حادياً لقوافل الذين خرجوا للشوارع وهم يعلنون العصيان المدني ويذهبون بالديكتاتورية الثانية إلى مزبلة التاريخ. حميد احد صناع تلك الانتفاضة المجيدة وقد فرخ اتجاهه الشعري الباذح المئات من الشعراء الجدد حداة الثورة المقبلة التي لا شك في قدومها ونحن نشهد ارهاصاتها حتى في شكل تشييع عظمائنا وهذا الخروج العظيم.ماتم حميد مبذولة مفارشه في كل بقعة في السودان وفي الخارج كما كان الحال في ماتم وردي.وعدد من قادة الفكر والراي والفن. شعر حميد سيبقى ما بقي هدير موج بسليل الفراديس ، كما بقي شعر خليل فرح والتجاني والمجذوب وغيرهما من شعراء السودان المجيدين. لقد فجر حميد اللغة.بعده أصبحت لغة نوري وما جاورها منتشرة في السودان كله.وجاء حميد بالصور الشعرية الجديدة البديعة مما لم تعهده العامية السودانية من قبل إلا على ألسنة ومخيلات عدد قليل ممن هم صنوه من الشعراء. والأهم كان قلب حميد قريباً من قلوب المواطنين البسطاء في مختلف شرائحهم وسحناتهم وأعمارهم.هذا فقد جلل يا سودان.فقد جلل.عاش حميد بسيطاً وكابد الأهوال.وكل من وقف في وجه هذه العبقرية الضخمة من أنظمة شمولية ظالمة لن تلقى من محبيه إلا الإزدراء.وداعاً ايها الشاعر العملة النادرة . ألا فليرحمك الله. [email protected] Dimofinf Player 1 Dimofinf Player 2