سرت في الآونة الأخيرة ظاهرة كانت موجودة في السابق ولكن لدى عدد قليل جداً من الفنانين، وهي ظاهرة إعلان أو اتفاق الفنان على حفل ما ومن ثم عدم الحضور في الموعد المتفق عليه أو يأتي متأخراً عن الزمن المضروب. وأحياناً قد لا يأتي الفنان نهائياً على الرغم من الاتفاق الذي أبرمه مع الجهة المنظمة للحفل مما يجعل كثيراً من الناس يفقدون الثقة في هذا الفنان. وقد تصبح بتكاثر الأفعال، صفة عامة تكون لاصقة في أذهان الجمهور.. «فنون الأحداث» تناقش اليوم هذه المشكلة التي قد تقود بالفنان إلى النسيان.. استهتار تابعنا خلال السنوات الماضية مشاكل عديدة تسبب فيها عدد من الفنانين حيث تعرضت بعض النوادي والمسارح والصالات إلى الضرر وأحياناً إلى تهشيم المقاعد بعد هيجان الجمهور الذي يأتي إلى الحفل وقد قطع من قوت يومه ثمن تذكرة الحفل فيفاجأ بعدم حضور الفنان أو أن يأتي متأخراً فيمنعه الغضب من إدراك من هو المسؤول عن ذلك في خطوة عدها البعض نوعاً من الاستهتار بهذا الجمهور. ضرب أحمد وخلال هذا الشهر تعرض الفنان أحمد الصادق إلى الضرب بعد أن تعاقد مع خريجي كلية التربية لإحياء حفل التخريج، وبحسب نصوص العقد اتفق الطرفان على أن يغني الفنان لثلاث ساعات متواصلة، إلا أن الفنان الشاب تأخر عن الحضور في الميعاد المحدد وهو الأمر الذي اضطره لاختزال وصلته الغنائية لمدة ساعة واحدة حاول بعدها مغادرة مكان الحفل، وسعى بعض الطلبة لإقناعه بالبقاء إلا أن الفنان لم يستجب لطلبهم، وتسبب رفض المطرب الشاب بالبقاء في إشعال ثورة غضب في وجه المطرب الشاب وحاصرته مجموعة منهم في المسرح وأمطروه بوابل من الحجارة والكراسي التي تطايرت في الهواء ما سبب له بعض الإصابات الخفيفة واستطاع مرافقوه إخراجه بصعوبة بالغة من المسرح وسط أرتال الحجارة المتلاحقة والكراسي المتطايرة لينجو بنفسه في اللحظات الأخيرة. مخاصمة الجمهور للفنان أكد الفنان د. عبد القادر سالم أن غياب أو تأخر الفنان عن موعد حفله هو أمر يضر بالفنان أولا، وقال في حديثه ل»فنون الأحداث»: «هذا السلوك قد يخصم من الفنان كثيراً وقد تكون النهاية مخاصمة الجمهور له»، وأشار سالم إلى أن هنالك فنانين آخرين يعدون مثالاً للالتزام في أوساط الفنانين الشباب وضرب المثل بالفنان عاصم البنا الذي قال عنه إنه دقيق جداً في مواعيده... واختتم د. عبد القادر سالم حديثه معنا قائلا: «نقول لكل الفنانين الذين يمارسون مثل هذا السلوك إنهم هم الخاسرون وليس من يستمع لهم». لا مبالاة «من العيب الشديد أن لا يلتزم الفنان بمواعيد الحفل» تلك المفردات كانت مدخلاً لحديث الفنان الشاب ياسر تمتام. وأضاف أن هنالك عدد من الفنانين الشباب لديهم الإحساس باللامبالاة.. موضحاً أن هذا السلوك قد يؤدي بالفنان إلى النسيان من قبل الجمهور الذي يستمع له ومن خارطة الغناء بصورة عامة وأنه لن يطول أجله في الوسط الفني.. وطالب تمتام الفنانين الشباب بالالتزام بالمواعيد والزي وكذا الالتزام بالغناء الجميل. عدد من الحالات لم تكن تلك الحادثة للفنان أحمد الصادق هي الوحيدة في الساحة الفنية وقد روى عدد من الناس ل»فنون الأحداث» أحداثاً مشابهة في حفلات خاصة مثل حفلات الزواج وما شابهها.. أدت أحياناً إلى ضرب الفنان ضرباً مبرحاً وأحياناً تحول حفل الزفاف إلى عرس من الدم.. وفي العام الماضي أدى عدم حضور المطرب محمود عبد العزيز إلى حفله المعلن بنادي التنس إلى هيجان الجمهور ولحقت بالنادي أضرار عديدة.. وقبل أسابيع قليلة لم يحضر الفنان أحمد الصادق إلى الحفل الذي يجمعه مع إحدى المطربات بالمسرح القومي بأم درمان وكانت الملصقات تشير إلى مواعيد الحفل فحضر الجمهور وغاب أحمد ولكن لم يتعرض أحد إلى المسرح بسوء فنال أحمد الصادق نصيباً كافياً من الشتائم التي تدل على افتقاد الثقة فيه من قبل الجمهور.. ظاهرة الفنان الشاب صفوت الجيلي قال إن التأخير ليس في مصلحة الفنان.. وأوضح أن على الفنان في تعاقداته أن يأتي قبل وقت كاف من بدء الحفل من أجل أن يحضر نفسه بالصورة المطلوبة وحتى لا يتأخر عن المواعيد المتفق عليها.. وأشار صفوت إلى أن هذا السلوك أصبح ظاهرة منتشرة وسط عدد من الفنانين الشباب في هذه الأيام.. وقال إن هذا السلوك غير سليم وينقص كثيراً من قدر الفنان.. وأضاف: «من حق الناس الذين دفعوا أموالاً أن يستمتعوا مقابل ذلك بما يقدمه الفنان ويكون رد هذه الأموال شيء من الاحترام للجمهور». وأبان صفوت أحياناً قد يكون التأخير خارج إرادة الفنان وهو أمر عادي ولا يحدث كثيرا.. واختتم حديثه معنا أنه عن نفسه لا يتأخر عن مواعيده كثيرا. الأحداث