أدت الاشتباكات المسلحة الجارية بين أهالي مدن زوارة والجميل ورقدالين امس الثلاثاء إلى مقتل 14 شخصا وإصابة 70 آخرين بجروح . وقال الناطق باسم المجلس الانتقالي الليبي محمد الحريزي في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس مساء امس ان نائب رئيس المجلس وعددا من أعضائه توجهوا إلى المنطقة الغربية صباح امس لتهدئة الأوضاع هناك، داعيا الحكومة إلى معالجة سريعة للوضع الأمني في البلاد. ولفت إلى أن رئاسة الأركان أرسلت من جهتها قوات للسيطرة على الوضع هناك، داعيا حكومة بلاده إلى الوقوف بكل قوة وحزم لمن يريد زعزعة أمن واستقرار ليبيا. يشار إلى ن الاشتباكات التي تشهدها مدن غرب ليبيا اندلعت عقب اتهام ثوار زوارة لزملائهم الثوار في مدينتي راقدالين والجميل بالقبض على مجموعة منهم يتبعون وزارة الداخلية كانوا في مهمة على الحدود الليبية - التونسية. وتتبادل الأطراف الثلاثة في المدن المذكورة حاليا التراشق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الحين والآخر مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى حسب مصادرهم . وتقع المدن الثلاث على بعد 170 كيلومترا غرب طرابلس وهي الأقرب إلى الحدود مع تونس. وقالت مصادر أمنية إن بوابة الحدود المشتركة بين ليبيا وتونس 'رأس جدير ' لم تتأثر بعد بهذه الاشتباكات وما زالت مفتوحة امام حركة تنقل الأشخاص والبضائع في الاتجاهين. واجتاز آلاف الليبيين نقطتي العبور الحدوديتين مع تونس متوجهين الى هذا البلد في الايام الاخيرة الماضية، كما افاد مصدر في الهلال الاحمر. وقال هذا المسؤول لفرانس برس 'حدث تدفق كبير في الايام الاخيرة'، موضحا ان خمسة الاف ليبي عبروا الاثنين مركز رأس جدير وهو اكبر مركز حدودي بين البلدين. وقال ان 'الناس في حاجة للترويح عن انفسهم وهم ياتون لقضاء اجازات او للعلاج في تونس' مشيرا الى 'اجواء مشحونة' في ليبيا. كما عبر نحو اربعة الاف ليبي منذ السبت مركز حدود الدهيبة (جنوبتونس) وفقا لوكالة الانباء التونسية التي نقلت عن مصادر امنية ان تدفق الليبيين يرجع ايضا الى توتر الوضع في منطقة الزوارة الليبية التي تبعد نحو 60 كلم عن الحدود التونسية. الى ذلك قالت وسائل إعلام ان المجلس الانتقالي عاكف في اجتماع متواصل للإعلان عن تأجيل انتخابات المؤتمر الوطني العام في ليبيا عقب الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة سبها والاشتباكات الجارية لليوم الثاني على التوالي بين الثوار في مدينة زوارة من جهة ومدينتي راقدالين والجميل من جهة أخرى. ونفى المتحدث الرسمي للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات نوري العبار امس الثلاثاء ما تردد عن تأجيل انتخابات المؤتمر الوطني العام في ليبيا المقررة في شهر حزيران (يونيو) القادم على خلفية اضطراب الأوضاع الأمنية في البلاد. وقال العبار على موقع المفوضية على شبكة الانترنت انه لا صحة للأخبار التي تتحدث عن تأجيل موعد الانتخابات، مؤكدا أن المفوضية ملتزمة بالجدول الزمني لعملية الانتخابات وتبذل قصارى جهدها لإنجاح أول عملية انتخابات في ليبيا بعد التحرير.