نددت المغرب بشدة بمسلسل كارتوني كويتي يسيء إلى المغرب، ويصور نساء المغرب على أنهن "مشعوذات وساحرات" يسعين إلى خطف رجال الخليج وتزويجهم إلى بناتهن. وشدد وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري على أن الحكومة المغربية ستعير هذه القضية ما يلزمها من الاهتمام والمتابعة عن قرب. وعبر خالد الناصري عن رفضه بأن يتم التلاعب بالشعب المغربي بأي وجه من الوجوه، ولا من أي جهة كانت حتى لو تعلق الأمر بقناة تلفزيونية عربية خاصة، بحسب موقع "العربية.نت". وأضاف الناصري "الشعب المغربي له أنفته وكبرياؤه، والحكومة ستدافع بما يلزم من الجدية والحزم عن كرامة المغاربة رجالاً ونساء". وشدد على أن هذا الموضوع سيكون ضمن انشغالات الحكومة "هذه القضية ستعيرها الحكومة قريبا ما يلزمها من الاهتمام والمتابعة عن كثب". وأجمع حقوقيون ومراقبون مغاربة على استنكار ما جاء في المسلسل الكويتي "بوقتادة وبونبيل" من تصريحات واضحة تبرز الأمهات المغربيات على أنهن ساحرات ومشعوذات يسعين لخطف رجال الخليج وتزويجهن ببناتهن بشتى الطرق. واعتبر هؤلاء أن المسلسل الكويتي عمل مقصود يسيء إلى كرامة المرأة المغربية، ويصور حالات شاذة قد تكون موجودة في الواقع لكنه لم يُراعِ مشاعر أكثر من 30 مليون مغربي. الحلقة الأزمة يذكر أن الحلقة الثامنة من المسلسل الكويتي الذي تبثه قناة "الوطن" تطرقت لوصول بطلي السلسلة إلى مدينة أغادير جنوب البلاد من أجل الالتقاء بفتاتين مغربيتين، وصور المخرج والدة الفتاتين وهي تهيئ كأسي قهوة للضيفين، وتستعد لوضع سائل غريب فيهما للتأثير عليهما بالسحر حتى يتزوجا الفتاتين. وسبق للحلقة السابعة من المسلسل الكارتوني المذكور، أن تطرقت لبعض الظواهر في المغرب، مثل السحر والرقص والميوعة الأخلاقية، في حين أن ديباجة المسلسل على موقع قناة الوطن تتحدث عن كون المسلسل "كوميديا وفانتازيا ساخرة هادفة، وشخصياتها تنقل هموم ومشاكل المواطن". وتعليقاً على الضجة التي أحدثها المسلسل الكويتي في أوساط المغاربة، قالت بسيمة حقاوي، رئيسة منظمة تجديد الوعي النسائي "إن هذا العمل يعد مسا بكرامة المرأة بصفة عامة، وهو عمل مقصود ما دام قد ركز على ذكر المغرب بالاسم". وأكدت الناشطة النسائية أن المسلسل يصور واقعة قد تكون شاذة في المغرب باعتبار أن بعض الفتيات قد يكون حالهن كذلك، لكن الصورة تظل عامة في أذهان القائمين على ذلك العمل وفي أذهان عدد من الخليجيين خاصة". وحملت حقاوي المسؤولية إلى بعض الخليجيين الذين عمموا صورة سلبية عن المرأة المغربية في جميع المنتديات، واستغلوا بعض الفتيات المغربيات وغيرهن أيضاً فأرجعوهن إلى عصور "العبودية والإماء"، بحسب تعبير المتحدثة. واستطردت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية المعارض "أنه لا ينبغي السماح لحدوث هذه الإساءة للمرأة المغربية، لكون هذه الأخيرة برهنت دوماً على أنها رمز للعفة والكرامة". وتابعت "المرأة المغربية أصبحت نموذجاً تحاكيه جميع النساء في العالم العربي، لأنها خطت خطوات كبيرة في حصولها على مكتسبات اجتماعية وحقوقية واقتصادية لا يُستهان بها، فنالت المكانة اللائقة بها خاصة في مجال الانتخابات". وطالبت حقاوي الهيئات الحقوقية والسلطات المغربية بضرورة حماية المرأة المغربية، وتوفير جميع الشروط التي تدفع عنها الصورة السلبية التي يريد البعض إلصاقها بها. ونادت الناشطة السلطات الكويتية خاصة والخليجية بصفة عامة بالنظر في هذه القضية، ومنع الصورة المغلوطة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام للمرأة المغربية.