قال رئيس الوزراء الجزائري أحمد اويحيى أن عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ستبقى في البلاد 'المدة التي تريدها'. وقال اويحيى، في مقابلة مع صحيفة 'لوموند' الفرنسية نشرت الجمعة 'سيبقون هنا طيلة الوقت الذي يريدونه، أنا سعيد لأقول لكم أن جيراننا الليبيين فهموا في النهاية'. وأضاف 'من غير المقبول في تقاليدنا أن عائلة جارك تهرب من جحيم وتأتي إلى منزلك وأنت تقوم بطردها'. وتابع 'هم عندنا بصفتهم مواطنين ليبيين مع العلم أنهم لن يقوموا بأي عمل مناوئ أو تحريضي، انه اتفاق توصلنا' اليه. كان ثلاثة من أبناء القذافي وهم عائشة ومحمد وهنيبال إضافة إلى زوجته صفية وصلوا إلى الجزائر نهاية آب (أغسطس) الماضي في أعقاب الثورة الشعبية التي اندلعت في ليبيا في السابع عشر من شباط (فبراير) 2011 ضد حكم القذافي. وفي العشرين من شهر تشرين أول (أكتوبر) 2011 تمكن مسلحون من قتل القذافي بالقرب من مدينة سرت الليبية. وتزداد الضغوط على ليبيا لتقوم بتسليم سيف الإسلام أبرز أبناء الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد أن قال احد محامي الدفاع إنه تعرض لاعتداء جسدي وللتضليل بشأن التهم المنسوبة إليه. ويدور نزاع بين السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي بشأن مكان محاكمته. فالمحكمة تريد تسلمه لمحاكمته لكن السلطات الجديدة في ليبيا تقول إنها لا تزال تريد محاكمته بنفسها. ويواجه سيف الإسلام عقوبة الإعدام إذا أدانته محكمة ليبية لكنه قد يواجه عقوبة السجن فقط إذا أدانته المحكمة الجنائية الدولية. وقال خافيير جان كيتا المستشار في مكتب محامي الدفاع في المحكمة الجنائية الدولية في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني 'السيد القذافي تعرض لاعتداء جسدي' اثناء احتجازه في ليبيا. واضاف قوله 'هو يعاني ايضا آلاما بسبب الافتقار الى علاج للأسنان. ولم تتخذ السلطات الليبية اي خطوات لعلاج هذا الألم بمنح السيد القذافي العلاج الطبي وعلاج الأسنان' الذي أمرت به المحكمة منذ نحو شهر. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات اعتقال بحق القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي رئيس المخابرات الليبية في عهد القذافي. واعتقل السنوسي الشهر الماضي في موريتانيا. ولم تلق الميليشيات المتصارعة أسلحتها منذ مقتل معمر القذافي بعد أن اعتقله مقاتلون من المعارضة وتتهمهم جماعات حقوق الإنسان الغربية بتنفيذ عدد من عمليات الإعدام دون محاكمة فضلا عن انتهاكات أخرى مما يثير شكوكا في الالتزام بحكم القانون هناك. وأصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق سيف الإسلام في يونيو حزيران الماضي بعد أن اتهمه مدعون هو وآخرين بالتورط في قتل المحتجين أثناء الانتفاضة التي أطاحت لاحقا بوالده معمر القذافي في أغسطس آب. ولكن ليبيا تقول إن ابن القذافي الذي درس في بريطانيا سيمثل للعدالة في طرابلس. وألقي القبض عليه العام الماضي وهو متنكر في ملابس بدوي في الصحراء الكبرى بعد مرور أشهر على تهديده معارضي والده بأنهم سيقتلون كالفئران. وقال محامي الدفاع كيتا أيضا ان سيف الإسلام تم تضليله فيما يتعلق بوضع التحقيقات المحلية في التهم المنسوبة إليه. واضاف المحامي قوله 'تم ابلاغ السيد القذافي انه يجري التحقيق معه في مزاعم تافهة تتصل بعدم حصوله على رخصة لتربية الإبل ومخالفات تتعلق بمزارع أسماك وانه لن يتم ملاحقته في جرائم خطيرة مثل القتل والاغتصاب لنقص الأدلة'. واستدرك المحامي بقوله ان السلطات الليبية غيرت بعد ذلك موقفها تغييرا جذريا حينما طلبت المحكمة الجنائية الدولية تسليمها سيف الاسلام فإنهم قالوا للمحكمة انهم يريدون محاكمته في ليبيا عن جرائم خطيرة تخضع لاختصاص المحكمة الدولية. وقال كيتا ان سيف الاسلام تحتجزه السلطات الليبية منذ 139 يوما ولم يتم استدعائه امام قاض ولم يسمح له بالاتصال بأسرته وأصدقائه او ان يستقبل زيارات منهم. اضاف كيتا قوله 'ماعدا زيارات المسؤولين والسلطات القضائية فإنه وضع في حبس انفرادي'.