مقديشيو : في تطور غير سار من شأنه أن يضاعف أزمة هذا البلد العربي المنكوب ، كشفت تقارير صحفية يوم الأحد الموافق 22 أغسطس عن ميلاد دولة جديدة في الصومال على غرار دولتي أرض الصومال وبونت لاند أطلق عليها دولة هيران . وأعلن في نيروبي عن ميلاد تلك الدولة في وسط الصومال برئاسة الدكتور محمود عبده عبدولي وسط أنباء عن أنها تتلقى دعما واسعا من إثيوبيا. وتم الاحتفال بميلاد الدولة الجديدة بحضور شخصيات صومالية بارزة يتقدمهم الرئيس الصومالي السابق علي مهدي ووزير خارجية الصومال السابق إسماعيل هوري بوبا ، إضافة إلى فارح معلم نائب رئيس البرلمان الكيني وعدد من الدبلوماسيين الأوروبيين . ومن جانبها ، ذكرت قناة "الجزيرة" أنه تم إعلان الدولة الجديدة من نيروبي في وقت تفرض فيه حركة الشباب المجاهدين سيطرتها الكاملة على مدينة بلدوين عاصمة محافظة هيران. ونقلت عن رئيس الدولة الوليدة القول :"إن إقليم هيران هو الذي تحتله الآن حركة الشباب المجاهدين والتي اعترفت بارتباطها مع تنظيم القاعدة الإرهابي". وأضاف عبدولي "دولة هيران لن تكون مكتوفة الأيدي إزاء الاعتداءات المستمرة يوميا في الإقليم ونحن مصممون على تحرير أراضينا من هؤلاء المجرمين الذين لا يرحمون أحدا". وتابع "عقدنا العزم على قتالهم وسنهزمهم ونحقق السلام والاستقرار لشعبنا" ، مؤكدا استعدادهم لاستخدام القوة العسكرية ضد حركة الشباب لتحرير الإقليم. وفي السياق ذاته ، كشف مسئول بارز بالدولة الجديدة عن وجود ميليشيات تابعة لهم تلقت تدريبات عسكرية علي أيدي ضباط إثيوبيين داخل الأراضي الإثيوبية ، مؤكدا ارتباط دولة هيران مع أديس أبابا بعلاقات وصفها بالإستراتيجية. وتحدث المسئول الذي فضل عدم ذكر اسمه عن استعدادات عسكرية لهم لخوض معارك وصفها بالمصيرية مع حركة الشباب التي تسيطر على الإقليم. وتابع " توجد مليشيات عسكرية متمركزة في إثيوبيا وهي تابعة لدولة هيران الصومالية ومستعدة للتحرك نحو الإقليم في الوقت المناسب". ومن جانبه ، وصف نائب رئيس البرلمان الكيني فارح معلم إعلان دولة هيران الصومالية بأنه خطوة نحو حل المشكلة الصومالية شريطة مراعاة دستور الحكومة الانتقالية الحالي . وأضاف أن حل المشكلة الصومالية يأتي عن طريق بناء الإدارات في الأقاليم المكونة لجمهورية الصومال وليس التركيز في العاصمة مقديشيو. أما الرئيس الصومالي السابق علي مهدي محمد فقد أعلن أن إنشاء كل إقليم إدارة خاصة به هو الحل للأزمة الصومالية غير أنه عبر عن مخاوفه أن يؤدي ذلك إلى تمزيق جمهورية الصومال ويعزز الصراعات بين العشائر الصومالية التي يصعب أن تتفق على شيء. يذكر أن 14 عشيرة صومالية تقطن بإقليم هيران وينحدر أول رئيس صومالي وهو آدم عبد الله عثمان من الإقليم وترفض عشيرة غالجعل التي تعد إحدى أهم تلك العشائر الانضمام إلى الدولة الجديدة في إقليم هيران. ويحذر كثيرون من أن الإعلان في السنوات الأخيرة عن إنشاء دويلات داخل الصومال كأرض الصومال وبونت لاند وغلمدغ وحبن حيب وهيران من شأنه أن يفكك الصومال ويزيد من تدخل دول الجوار والقوى الدولية .