جوبا/نيروبي (رويترز) - أبدى جنوب السودان يوم الجمعة استعداده لسحب قواته من حقل نفطي حيوي على الحدود مع السودان استولى عليه يوم الثلاثاء الماضي اذا نشرت الاممالمتحدة قوات محايدة في المنطقة. ودفعت الاشتباكات التي اندلعت هذا الاسبوع على الحدود -التي لم يتم ترسيمها بدقة- البلدين الى حافة حرب شاملة منذ استقلال جنوب السودان العام الماضي بموجب اتفاق سلام أنهى عقودا من الحرب المدمرة بين الشمال والجنوب. وتعرض جنوب السودان لانتقادات على نطاق واسع لاستيلائه على حقل هجليج النفطي وتعهد السودان بالرد اذا لم يسحب الجنوب قواته. وشجب الاتحاد الافريقي الاحتلال ووصفه بانه غير قانوني وحث خصمي الحرب الاهلية السابقة على تفادي حرب "كارثية". وحقل هجليج النفطي الذي يطالب جنوب السودان بالسيادة عليه يعد حيويا لاقتصاد السودان اذ ينتج نحو نصف انتاجه اليومي من الخام والذي يبلغ 115 الف برميل. ويقول مسؤولون ان القتال أدى الى توقف الانتاج في الحقل. وقال باقان أموم رئيس فريق جنوب السودان في المحادثات التي تستهدف حل النزاع مع السودان والذي كان يتحدث في العاصمة الكينية نيروبي ان بلاده مستعدة للانسحاب من الحقل النفطي بموجب خطة يتم التوصل اليها بوساطة الاممالمتحدة. وقال للصحفيين "بالاساس نحن مستعدون للانسحاب من هجليج كمنطقة متنازع عليها... بشرط أن تقوم الاممالمتحدة بنشر قوة تابعة لها في هذه المناطق المتنازع عليها وأن تنشئ الاممالمتحدة أيضا الية مراقبة لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العسكرية." وأوضح أموم أن هناك سبع مناطق متنازع عليها ودعا الى تحكيم دولي لحل النزاع على هذه المناطق. وقال ان المنشات في هجليج تضررت "الى حد كبير" بسبب القتال لكنه لم يقدم تفاصيل. وتابع قائلا "استئناف انتاج النفط في تلك المنطقة لن يبدأ الا بعد أن تنشر الاممالمتحدة قواتها بين البلدين وفي المناطق المتنازع عليها وعندما يتوصل البلدان الى اتفاق على استئناف الانتاج." وأوقف جنوب السودان -وهو بلد ليس له أي منفذ بحري- انتاجه من النفط البالغ 350 الف برميل يوميا في يناير كانون الثاني بسبب خلاف بشان قيمة الرسوم التي يحصلها السودان مقابل تصدير النفط الخام عبر خطوط انابيب الشمال واستخدام بنيته التحتية. ويشكل النفط حوالي 98 في المئة من ايرادات الدولة الجديدة ويكافح المسؤولون لايجاد سبل لتعويض الخسارة. وفي جوبا تظاهر نحو 200 شخص في احتجاج نظمته الحكومة ضد السودان وتأييدا لاحتلال هجليج رافعين لافتات مكتوب عليها "الشعب يريد الجيش في هجليج" و"انهم يقصفون الاطفال والنساء." وقال فيليب أجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان -القوات المسلحة لجنوب السودان- ان الجيش الشعبي لا يزال يسيطر على هجليج وأضاف أنه لم يقع أي اشتباك اخر يوم الجمعة. ومضى يقول ان هجليج "جزء من جنوب السودان وتحت سيطرته. اذا ارادوا استعادته فليحاولوا. نحن جاهزون." ويشارك الاتحاد الافريقي في محادثات وساطة بين السودان وجنوب السودان حول المدفوعات النفطية وقضايا خلافية اخرى لكن الخرطوم انسحبت من المحادثات يوم الاربعاء الماضي بعد ان احتلت جوبا هجليج. وقال رمضان العمامرة مفوض مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي للصحفيين في أعقاب اجتماع عقد الليلة الماضية "المجلس مستاء من احتلال القوات المسلحة لجنوب السودان غير القانوني وغير المقبول لهجليج الواقع الى الشمال من خط الحدود الذي اتفق عليه في الاول من يناير 1956 ." وانضم مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الخميس الى الاصوات المطالبة بوقف القتال بين السودان وجنوب السودان. وقال دفع الله الحاج علي عثمان سفير السودان بالاممالمتحدة ان على جنوب السودان الاستجابة لدعوة الاممالمتحدة واذا لم يفعلوا فان السودان سيضرب الجنوب في العمق. وكان الجنوب انفصل عن السودان في يوليو تموز العام الماضي ولكن الجانبين لم يتفقا على قضايا منها تقسيم الدين العام ووضع المواطنين الجنوبيين والشماليين في البلدين وترسيم الحدود المشتركة بدقة.