أدانت دولة جنوب السودان اعتداء السلطات الأمنية في السودان على منزل نائب الرئيس دكتور رياك مشار في الخرطوم واعتقال 15 من أفراد أسرته بينهم فتاتان واغتصابهما، إلى جانب احتلال المنزل وسرقة محتوياته، واعتبرت أن ذلك ليس من قيم السودانيين حتى في ظل الحرب. وقال دكتور برنابا مريال بنجامين، وزير الإعلام في جنوب السودان المتحدث باسم الحكومة، ل«الشرق الأوسط» إن منزل نائب رئيس جنوب السودان دكتور رياك مشار في الخرطوم قد تعرض إلى مداهمة واحتلال من قبل السلطات السودانية، وإن محتوياته قد سُرقت إلى جانب سياراته وأموال، وأضاف أن عناصر الاستخبارات والأمن السوداني قامت باعتقال كل من كان في المنزل وعددهم 15 وهم من أسرته الكبيرة بينهم فتاتان عمرهما أقل من 17 عاما وتم الاعتداء عليهما بالضرب المبرح، وقال إن الفتاتين تم اغتصابهما وإن مصير الآخرين غير معروف حتى الآن، داعيا بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم للتدخل لإطلاق سراح المعتقلين والتحقق من الاعتداءات التي تمت في مواجهتهم، وقال إن بلاده قلقة على مواطنيها من تعرضهم للاعتداء وإن على الأممالمتحدة فرض حمايتها على مواطني جنوب السودان هناك. وشدد بنجامين على أنه على الجنوبيين ضرورة حماية المواطنين السودانيين الشماليين الموجودين في جنوب السودان، وقال: «السودانيون الشماليون في كل بقاع الجنوب مرحَّب بهم ويجب ألا يتم أي اعتداء عليهم حتى إن كان هناك اعتداء ممنهج ضد الجنوبيين في الخرطوم». وأضاف أن السودانيين الشماليين أحرار في الإقامة في دولة الجنوب ومنحهم الجنسية إذا تقدموا لطلبها، وقال: «الشماليون في جنوب السودان هم إخواننا وأخواتنا ولا يمكن أن نعتدي عليهم لأننا حتى في فترة الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 22 عاما لم يتم الاعتداء عليهم، والآن لن يحدث ذلك إطلاقا»، مشيرا إلى أن المواطنين الذين كانوا في هجليج من أبناء الشمال تم ترحيلهم وتتم معاملتهم معاملة جيدة، دون ذكر أرقامهم، وقال: «الأسرى تتم معاملتهم وفق القانون الدولي، والجيش الشعبي خلال حرب التحرير احتفظ بالأسرى إلى أن تم إطلاق سراحهم حتى قبل التوصل إلى اتفاق السلام»، معتبرا أن تصريحات نائب البشير، الدكتور الحاج آدم بدك، بأن حكومة الجنوب مجرد أوهام «حديث يدعو للسخرية، لن يستطيعوا ذلك؛ لأنه يحتاج إلى قرون، لكن دعهم يحلموا»، مجددا موقف حكومته بوضع شروط الانسحاب، وقال إن سلفا كير أوضح أكثر من مرة لرؤساء دول، بينهم الأميركي باراك أوباما وآخرون، أن انسحاب الجيش الشعبي يجب أن يكون وفق آلية دولية تنشر مراقبين من الأممالمتحدة على المنطقة حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها، إلى جانب إجراء لقاء القمة بين كير والبشير في جوبا أو أي مكان في العالم للتوصل إلى اتفاق حول القضايا العالقة، وأضاف: «لماذا يتهربون من تحقيق لقاء البشير مع سلفا كير؟».