نفى جوسيب غوارديولا الأخبار التي تحدثت عن تركه برشلونة، بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا، في نهاية الموسم الحالي من أجل تولي الإشراف على تشيلسي الإنكليزي، معتبراً إياها من "نسج الخيال". وذكرت وسائل الإعلام أن غوارديولا هو الهدف الأول لمالك تشيلسي الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش الذي أقال المدرب البرتغالي أندري فياش بواش، وعيّن مساعده الإيطالي روبرتو دي ماتيو بديلاً له حتى نهاية الموسم. لكن إغراءات إبراموفيتش المستعد أن يمنح غوارديولا راتباً سنوياً يقرب من 16 مليون دولار، بحسب بعض التقارير، لم تلق طريقها إلى المدرب الشاب الذي علّق على هذه الأخبار عشية مباراة فريقه مع مضيفه تشيلسي الإنكليزي، اليوم الأربعاء، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، قائلاً: "إنها من نسج الخيال، أنا مدرب برشلونة حالياً وتشيلسي يملك مدرباً جيداً نجح في تحقيق نتائج رائعة. ليس من المفيد بالنسبة إلى تشيلسي أو برشلونة أن نتحدث عن هذه المسألة. لا يوجد وقت من أجل التحدث عن الموضوع". وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن لاعبي برشلونة يمرون بفترة من التشكيك الناجم عن عدم حسم مصير غوارديولا الذي ينتهي عقده الحالي أواخر الموسم. ورغم ثقة إدارة النادي الكاتالوني بقدرتها على إقناع غوارديولا بمواصلة المشوار مع "بلاوغرانا"، فإن لاعب الوسط الدولي السابق ترك تلميحات أثارت قلق مشجعي الفريق وإدارته، ما دفع الصحف إلى التكهن برحيله. تأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريحات التي أدلى بها غوارديولا سابقاً، حيث أشار إلى أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت، لكي يحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه، مضيفاً: "في الوقت الحالي، لا أدري، أحتاج إلى المزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع إذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة". لكن غوارديولا رفض التحدث مساء أمس عن مستقبله، قائلاً: "أريد التركيز على المباراة وحسب. أريد الحرص على أن يكون تركيز لاعبي فريقي منصباً تماماً على المباراة، وأن يستمتعوا بخوض مباريات من هذا النوع". وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء غوارديولا مع الفريق الذي قاده إلى 13 لقباً منذ أن استلم الإشراف عليه عام 2008، ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات داخل أروقة النادي، مطالبة الأخير بتقديم الحوافز اللازمة من أجل إقناع "بيبي" بمواصلة المشوار، وأبرز هذه الأصوات من اللاعبين أنفسهم وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي قال: "نريد أن يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا". أما جيرار بيكيه فقال بدوره: "إنه الركن الأساسي في هذا الفريق، نريد منه أن يواصل مهامه"، فيما قال أندريس أنييستا: "مع غوارديولا، ما زالت أمامنا الكثير من الإنجازات الكبيرة لكي نعيشها". أما تشافي هرنانديز، الرجل القوي في غرفة ملابس النادي الكاتالوني الذي لعب إلى جانب غوارديولا في خط وسط "بلاوغرانا"، فتكهن بأن ينتهي الأمر برحيل الأخير عن النادي الذي يحاول "مغازلة" مدربه لكن من المرجح أن يكون للاعبين –وحسب- تأثيرهم على القرار الذي سيتخذه بيبي في نهاية المطاف، لأن العلاقة التي تجمعه بهم أكثر بكثير من علاقة لاعب بمدرب لأنها أشبه بعلاقة الزملاء، نظراً إلى فارق العمر الضئيل الذي يفصله عنهم. مما لا شك فيه أن العلاقة التي تربط غوارديولا بلاعبيه تميزه عن معظم المدربين الآخرين لأن بإمكانهم التواصل معهم على المستوى ذاته، كونه علق حذاءه الكروي قبل ستة أعوام فقط، كما أنه يعرف اللاعبين والنادي تماماً لأن مشواره مع الأخير كان طويلاً جداً بدأ عام 1983.