استغل حارس مرمى ريال مدريد وقائده إيكر كاسياس صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لمواساة زملائه الثلاثة كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا وسرخيو راموس الذين أهدروا ركلات ترجيح أمام بايرن ميونخ الألماني في إياب نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي. وقال كاسياس في رسالة عبر موقعه في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس "شكر كبير لكريستيانو وراموس وكاكا لأنهم تحلوا بالشجاعة في لحظة صعبة كهذه.. أنتم عظماء ولا أحد يشك في ذلك". وتوجه كاسياس بالشكر لأنصار ريال مدريد الذين شجعوا الفريق على مدار 120 دقيقة، واعدا بالمحاولة بالفوز باللقب العام المقبل. واقترب ريال مدريد من التتويج ببطولة الدوري الإسباني هذا الموسم، إلا أنه فشل في الفوز بدوري الأبطال للمرة العاشرة في تاريخه. من الملام؟ رونالدو بنزيمة ام مورينيو لا شك ان حسرة كبيرة تعتري قلوب مشجعي فريق ريال مدريد الاسباني لكرة القدم بعد الخسارة التي اقصت فريقهم عن نهائي دوري ابطال اوروبا، بعد ان كانوا قاب قوسين او ادنى من تحقيق الفوز. ولاحقت لعنة التقدم بهدفين دون رد، فريق ريال مدريد بعد ان كانت قضت على فريق برشلونة قبل 24 ساعة، اذ كان الكتالوني متقدماً على البلوز بنتيجة 2-0 قبل ان يتلقى هدفين جعلا احلامه في بلوغ النهائي تذهب ادراج الرياح. وكان الريال تقدم ايضاً بهدفين دون رد على البايرن وكان قريباً من النهائي قبل ان تتلقى شباكه هدفاً قلب كل التوقعات والغى كل الحسابات الى ان وصلت الامور الى ضربات الجزاء الترجيحية. انتقاد الريال واجب، خاصة وان التفريط بالفوز غير مسموح في مثل هذه الاحوال، وان فرصة مواجهة تشيلسي الجريح كانت مثالية للنادي الملكي ليتوج موسمه ربما بثنائية غابت عنه سنوات طويلة. ومع تدفق الادرينالين، انهالت من قبل البعض الستائم والمفردات من العيار الثقيل بحق لاعبي الريال ومدربهم لتفويتهم فرصة ذهبية، فيما لم يوفر "البرشلونيون" الفرصة ليشمتوا بغريمهم الاسباني بعد ان جمعهما مصير واحد في اوروبا. ولكن الموضوعية تفرض علينا مرة جديدة التدخل بمنطق ورصانة، والقول ان اهطاء ارتكبت وهو ما اعترف به جوزيه مورينيو نفسه، ولكن هذا لا يعني ان الريال لم يقدم مباراة كبيرة، تماماً كما البايرن، وان دفة الفوز كانت تنتقل من فريق الى آخر حتى اللحظة الاخيرة من عمر المباراة. من هنا، هل مسموح توجيه الشتائم الى كريستيانو رونالدو لاضاعته ضربة جزاء وبعض الفرص الذهبية لانهاء المباراة لمصضلحة فريقه؟ مهلاً ايها القوم، تذكروا ان رونالدو نفسه كان قبل دقائق معدودة فقط بطل المباراة بالنسبة لمن وجه له الشتائم، فهو سجل هدفين ورفع رصيده الى 10 اهداف في 10 مباريات اوروبية، وفجأة ضاعت الانجازات وغابت عن بال المشجعين والانصار. اليس هو من كان قبل ايام قليلة مرفوعاً الى مرتبة المتغلبين على ليونيل ميسي؟ كريم بنزيمة اسم ثاني على لائحة الضحايا، وهو على الرغم من انه لم يقدم مباراة جيدة بالامس، الا انه كان نجماً في المباريات السابقة وخصوصاً منها الاوروبية، وان يخطىء في مباراة لا يعني الاستسلام لمصير اسود وضعه المشجعون والذين لا يهمهم سوى الفوز كيفما كانت الاحوال. ويبقى "السباشيل وان" اي مورينيو ، وهو نفسه الذي كان معبود الجماهير المدريدية بعد الفوز التاريخي على برشلونة في عقر داره والابتعاد عن الفرق الاخرى في السباق على اللقب. لم يكن مورينيو موفقاً في التبديل الذي اجراه باشراك كاكا، وقد يكون تأخر في اشراك غونزالو هيغوين بدلاً من بنزيمة، ولكن هل اضاعت هذه اللحظات كل انجازاته وما قام به؟ لا بد من وقفة انصاف ونقد، انصاف الاشخاص والاعتراف بانجازاتهم التي لا تضيع بمباراة واحدة، ونقد الاخطاء التي ارتكبوها في سبيل تفادي الوقوع بها مرة اخرى. تعددت الاسباب والنتيجة واحدة، خروج الريال من المنافسة على لقب دوري الابطال، ولكن هذا الخروج لم يكن مذلاً او معيباً، بل مشرفاً واياً كان من ارتكب الاخطاء فهي تحصل وعليه التعلم منها. رونالدو كبير، ومورينيو ايضاً، وجميع لاعبي كرة القدم يستحقون التقدير والثناء، كما يجب انتقادهم بموضوعية عندما يرتكبون الاخطاء، ولكن الموضوعية باتت عملة نادرة في عالمنا اليوم، فهل من يتعامل بها بعد؟ النشرة