لم يرضِ توافد نجوم هوليوود على مصر للترويج لأفلامهم كثراً من العاملين في حقل السينما المصرية، وأعلنوا تضررهم من هذا الهجوم الغربي نظراً إلى حالة الكساد التي تعانيها السينما المصرية، وتساءلوا: كيف يتم الترويج للسينما العالمية في وقت تفتقد فيه السينما المصرية أبسط مقومات الانتعاش؟ شهدت مصر في الفترة الأخيرة زيارة نجوم عالميين لها إما للسياحة أو للترويج لأفلامهم ضمن جولة عالمية. جاء البعض تلبية لدعوة خاصة من نجوم مصريين أو من وزارة السياحة فيما جاء البعض الآخر لزيارة معالم مصر السياحية، أو بناء على دعوة من الشركة الموزعة للأفلام الأجنبية للمساهمة في الترويج للعمل الذي يؤدي النجم بطولته. الحالة الأخيرة هي الأكثر انتشاراً، إذ تعقد الشركة الموزعة اتفاقاً مع وزارة السياحة تتكفل فيه بتنظيم جولة سياحية للنجم أثناء عرض فيلمه في مصر، فراقت هذه الفكرة للمهتمين بتنشيط السياحة في مصر، خلافاً لصنّاع السينما المصرية الذين ذكّروا وزارة السياحة بأن السينما المصرية ترزح تحت أزمات لا تحصى، ما يهدد بقطع لقمة العيش عن أسر مصرية. وإزاء هذا الوضع أنكر الموزعون أي صلة لهم بالترويج للسينما العالمية. كيت وينسلت كيت وينسلت أحدث النجوم الوافدين إلى مصر في توقيت عرض فيلمها الجديد «تايتانيك» بتقنية ثلاثية الأبعاد، وقد قامت بجولة سياحية وترويجية قبل أن تسافر إلى دول أخرى يعرض فيها الفيلم أيضاً. رافق زيارة وينسلت للأقصر انتشار إشاعة حول اختطافها من أشخاص مجهولين وهو ما نفته وزارة السياحة، مع ذلك أجّج الخبر الحملة الإعلامية للفيلم ورفع إيراداته، في وقت تعاني فيه أفلام الموسم المصرية ضعفاً في الإيرادات وفق المنتج هاني جرجس فوزي. يؤكد فوزي أن زيارة النجوم لمصر شرف كبير ويؤثر إيجاباً على السياحة فيها، إلا أنه يستدرك بالقول: «لا شك في أن زيارات النجوم إلى مصر للترويج لأفلامهم في وقت ترزح فيه أفلام مصرية تحت وطأة قلة الإيرادات أمر يحتاج إلى أن نتوقف أمامه طويلا». يضيف فوزي: «أن تحتفي مصر بشون بن وأرنولد شوارزنغر وغيرهما من النجوم العالميين أمر مهم، لكننا نطالب بالاحتفاء بنجومنا الذين لا يقلون عن نجوم العالم، فهل يختلف أحد على أن فاتن حمامة فنانة عالمية على رغم أنها لم تمثل في أي فيلم عالمي؟ وغيرها كثر تفوقوا على نجوم هوليوود، لذا علينا أن نحتفي بهم بالطريقة نفسها على الأقل للمساهمة في الترويج لصناعتنا في هذا الوقت بالذات». دهشة وترحيب يبدي المنتج محمد السبكي اندهاشه من الاحتفاء بالنجوم العالميين في المواسم السينمائية المصرية «بدل الاحتفاء بأفلامنا وتكريم نجومنا بشكل يليق بهم»، مع ذلك فهو ليس ضد زيارة النجوم لمصر «لأن ذلك يصبّ في مصلحتنا ولا يمكن لعاقل أن يقف في طريقها». السيناريست تامر حبيب الذي عرض له أخيراً فيلم «واحد صحيح»، يرحب بالنجوم في «بيتنا مصر» في أي وقت، سواء خلال المواسم السينمائية أم خارجها، مؤكداً أن وجودهم سيرفع من شأن السينما المصرية ولن يضعفها، لذا «علينا أن نحتفي بهم ونرحب بوجودهم ولا نخشى على السينما المصرية وإيراداتها منهم لأنهم سيعيدون إلى الصناعة جزءاً من رونقها وسينعشون السياحة المصرية». كذلك يرى المخرج سامح عبد العزيز أن وجود النجوم العالميين في مصر يرفع من شأن السينما المصرية، «بل يساهم في انتشارها مصرياً قبل أن يروِّج للأفلام الأجنبية».