دخلت دولتا السودان وجنوب السودان في حرب دبلوماسية بينهما في سباقهما لكسب المجتمع الدولي والإقليمي، حيث وصل إلى الاتحاد الأوروبي كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم إلى مقر الاتحاد الأوروبي والعاصمة البريطانية لندن، ونقل وزير الخارجية السوداني علي كرتي موقف بلاده من قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على الدولتين في حال واصلا اشتباكاتهما على الحدود المشتركة بينهما، في وقت اتهمت كمبالا الخرطوم بدعم جيش الرب للمقاومة الذي أصبح يوصف (بالإرهابي). من جهة أخرى بدأ كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم إجراء لقاءات مع مسؤولين أوروبيين في بروكسلولندن، ومؤكدا أن بلاده مستعدة للتفاوض مع الحكومة السودانية في أديس أبابا بعد أن وافقت حكومته على خارطة الطريق التي قدمها الاتحاد الأفريقي للأطراف، داعيا إلى نشر مراقبين وقوات دولية على طول الحدود بين البلدين، وقال: إن الطريق لحل ترسيم الحدود مع الخرطوم يتم عبر التحكيم الدولي، مشيرا إلى أن رفض السودان عبور نفط بلاده إلى ميناء بورتسودان جعلها تتجه إلى توقيع عقود مع شركات ودول أخرى لبناء خطوط جديدة. من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن مسودة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن السودان وجنوب السودان لا تصل إلى درجة التهديد بفرض عقوبات في حال عدم التزام البلدين بوقف الأعمال القتالية، وأضاف «ليس هناك عقوبات ولا حتى تهديد بفرض عقوبات»، مشيرا إلى أن مسودة القرار تطرقت إلى احتمال اللجوء إلى خطوات أخرى، وقال: إن من بينها إجراءات اقتصادية بموجب البند «14» من ميثاق الأممالمتحدة إذا لم يطرأ تحسن على الوضع، وقال «نعم يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الاقتصادية لكن دعوني أكرر.. هذا ليس قرارا آليا لكنه مجرد مؤشر يعتمد على كيفية تنفيذ القرار»، وأضاف «هذا البند لا يتصور أي استخدام للقوة»، وقال: إن خطوة أولى اتخذت، مشيرا إلى انسحاب القوات المسلحة من منطقة هجليج النفطية، وأضاف «من الضروري تنفيذ نقاط أخرى - وقف الأعمال القتالية والاستفزازات ووقف البيانات العسكرية ووقف كل طرف التدخل في شؤون الطرف الآخر». من جهته قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في موسكو إن للسودان قوات مسلحة على الحدود مع جنوب السودان لأغراض الحماية المشروعة، وأضاف للصحافيين أنهم داخل حدود السودان وليس خارجها، مشيرا إلى أن من حق الخرطوم نشر قواتها في أي مكان، مؤكدا أن السودان لا يستعد للحرب بأي حال. الشرق الاوسط