كنت اود الحديث عن الاثر الايجابي للهواتف السيارة التي اصبحت في متناول الجميع لانها استطاعت تقريب المسافات البعيدة وربط الاهل والاحباب والاصدقاء عبر الرسائل النصية التي تسهم في تيسير سبل التواصل والاطمئنان والسلام الاجتماعي والاسري لكن حدثت لي قبل يومين واقعة دفعتني دفعا للكتابة عنها ولكن في اتجاه آخر. وصلتني رسالة نصية يخبرني فيها صاحبها بانه ارسل لي مبلغ 220 جنيه سوداني على هاتفي السيار وبعدها بقليل اتصل بي احد المواطنين ليقول لي بعد التحية وبعض الكلام الطيب انه ارسل لي هذا المبلغ عن طريق الخطأ وانه كان مرسل لاسرته في شندي وزوجته في حاجة ماسة لهذا المبلغ الذي ارسله لي عن طريق الخطأ. طمأنته بانني سأرسل له المبلغ ولكنني تذكرت قصة المواطن الذي احتال على مواطن آخر واخذ منه (موبايله) واتصل على زوجته وعلى عدد من الارقام التي وجدها مسجلة في هاتفه واخبرهم بقصة ملفقة عن صاحب الموبايل الاصلي وانه في حاجة ملحة لمبلغ من المال فاستجاب له كل من اتصل به ليتضح فيما بعد ان هذا المواطن قد احتال عليهم جميعا. اتصل (صاحبنا) مرة اخرى قائلا انه اتصل بشركة الاتصالات التي اخبرته بان هاتفي خط وان المبلغ الذي ارسله سجل في حسابي ولايمكن اعادة تحويله اليه، من جانبي اتصلت بمسؤول عزيز بشركة الاتصالات وحكيت له الحكاية فقال لي ان هذا الاسلوب تكرر ومن نمرة تبدأ ب090 لعدد من المشتركين، طلبت منه ونحن في شهر رمضان الفضيل ان يراجع حسابي عسي ان يكون هذا المواطن صادقا. بعد قليل عاد المسؤول العزيز ليؤكد انه راجع رصيدي واخبرني بآخر مبلغ تم ايداعه في رصيدي وهو المبلغ الذي سددته عن الشهر الماضي، كان (صاحبنا) اتصل بي ليستعجلني لارسال المبلغ وعندما تأسفت له انني كنت في التلفزيون لذلك اغلقت الهاتف قال لي ان لديه صديق بتلفزيون كسلا سيتصل بي. فعلا اتصل بي صديقه الذي ادعي انه من تلفزيون كسلا وبدأ يشرح لي ظروف صاحبه ولكنني حدثته باتصالي بالشركة ومراجعة حسابي طرفها ولم يجدوا المبلغ المدعي بانه محول عن طريق الخطأ وقلت له حرام عليكم في هذا الشهر المبارك الذي تصفد فيه شياطين الجن الا ان شياطينكم لاتتورع من محاولة الاحتيال على المواطنين في هذا الشهر الفضيل. ورمضان كريم.. كلام الناس نور الدين مدني