الخرطوم (ا ف ب) - اعلن الجيش السوداني الثلاثاء انه تم الافراج عن الطيارين الروس الثلاثة الذين اختطفوا الاحد في اقليم دارفور المضطرب في غرب السودان مؤكدا ان الافراج عنهم جاء ثمرة مفاوضات مع الخاطفين. وقال المقدم الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية لوكالة فرانس برس ان "الطيارين الروس الثلاثة اطلق سراحهم مساء امس (الاثنين)"، مشيرا الى ان الخاطفين افرجوا عن الرهائن الثلاث بعد مفاوضات. غير ان وسائل اعلام سودانية رسمية ذكرت ان الرعايا الروس افرج عنهم بعد اشتباكات دارت بين قوات الامن السودانية والخاطفين. وقال "المركز السوداني للخدمات الصحافية" ان "السلطات المختصة بولاية جنوب دارفور تمكنت من تحرير الطيارين الروس الثلاثة الذين تم اختطافهم بمدينة نيالا عاصمة الولاية امس الاول (الاحد) وذلك بعد اشتباك مع الخاطفين لم يعلن عن حصيلته حتى الآن". ونقل المركز السوداني للخدمات الصحافية، الذي يعتبر مقربا من الاستخبارات السودانية، عن والي جنوب دارفور عبد الحميد موسى كاشا قوله ان "الطيارين الروس في طريقهم الى نيالا وسنكون في استقبالهم"، مؤكدا ان "قوات حرس الحدود حررت الخاطفين بعد اشتباك مع الخاطفين". ويعمل الطيارون المخطتفون الثلاثة في شركة بدر للطيران، احدى الشركات السودانية الخاصة التي تعمل في نقل الركاب والبضائع داخل ولايات السودان. وقد اختطفهم مسلحون الاحد في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وفي تصريح لوكالة انترفاكس اكد مبعوث الكرملين الخاص الى دارفور ميخائيل مارغيلوف الافراج عن الرعايا الروس الثلاثة. وقال ماغيلوف ان "المفاوضات استمرت ساعات عدة وتكللت بالنجاح. المجموعة التي كانت تحتجز طيارينا افرجت عنهم"، من دون ان يوضح ما اذا تم دفع اي فدية مالية لقاء الافراج عن الطيارين الروس. من جهته قال الدبلوماسي في القنصلية الروسية في السودان يفغيني ارجانتسيف ان المفرج عنهم عادوا الى نيالا، من دون اعطاء توضيحات اخرى. وبحسب مارغيلوف فان المفرج عنهم الثلاثة هم طيار مروحية من طراز مي-8 تابعة لشركة بدر للطيران واثنان من افراد الطاقم. واكد المسؤول الروسي ان "المروحية كانت تنقل مواد غذائية وامدادات مدنية اخرى الى بعثة الاممالمتحدة في دارفور". ويشهد الاقليم الواقع في غرب البلاد حربا اهلية طاحنة منذ 2003 اوقعت بحسب الاممالمتحدة 300 الف قتيل و2,7 ملايين نازح، في حين تؤكد الخرطوم ان حصيلة قتلى النزاع لا تزيد عن عشرة الاف قتيل. وتكثفت عمليات خطف الرعايا الاجانب في دارفور منذ آذار/مارس 2009 حين اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب في الاقليم، وقد بلغ عدد الاجانب الذين اختطفوا في دارفور مذاك 23 اجنبيا. وباطلاق سراح الرهائن الروس لا يبقى في الاقليم اي اجنبي مختطف.