آلاف المشجعين يجوبون شوارع مانشستر سيتي ومسيرة احتفالية شعبية على كورنيش رأس الخيمة وترتيبات لاحتفالية كبرى في أبو ظبي حيث سيحط درع الدوري الإنكليزي الرحال في مقر نادي الجزيرة الذي يمتلكه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وزير شؤون الرئاسة ومالك النادي الإنجليزي الذي توّج بطلاً للدوري الممتاز. جابت الحشود الغفيرة شوارع مانشستر سيتي حاملة الأعلام الزرقاء وطافت حافلة مكشوفة وعلى متنها اللاعبون حاملين كأس البطولة التي انتزعوها من كوينز بارك رينجرز بثلاثة اهداف سُجل اثنان منها في الدقائق الخمس الاخيرة من الوقت الضائع مقابل هدفين، ليحققوا الفوز الأول بهذه البطولة منذ اربعة واربعين عاما والثالث في تاريخ النادي. في رأس الخيمة، تقدم اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي، قائد عام شرطة الإمارة، المسيرة على كورنيش القواسم، بعدما هنأ الشيخ منصور بن زايد بهذا "الإنجاز التاريخي" الذي سيُتوّج باحتفال كبير في العاصة الإماراتية والذي سيحضره نجوم الفريق ومدربهم الايطالي روبيرتو مانشيني. في الأثناء، تتواصلت برقيات التهنئة تنهال على الشيخ منصور من كبار المسؤولين في الإمارات، وفي مقدمتهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، بفوز النادي الإنكليزي الذي يرعاه ماليا ويسطّر له سياسته الكُروية الشيخ منصور. لافتة إعلانية استثمرت شركة أبوظبي للإستثمار الإعلامي، وهي شركة استثمارية خاصة مملوكة للشيخ منصور، اكثر من ملياري دولار في النادي المتعثر لإعادة تأهيله. وفرضت شركة "الاتحاد للطيران" المملوكة لإمارة أبو ظبي حضورها برعاية مالية مكّنت النادي من التعاقد مع تُرسانة من ألمع اللاعبين في العالم لتعزيز صفوفه. ووقّعت "الاتحاد" التي تعتمد على سياسة شراكة استراتيجية تميّزها على منافسيها الكبار في الشرق الأوسط اتفاقية شراكة مع مانشستر سيتي أصبح بموجبها استاد الفريق الإنجليزي يسمى "استاد الاتحاد" وأصبح شعار الناقل الإماراتي يظهر على قمصان الفريق. لقد فجّر الفوز المدوّي الذي حققه مانشستر سيتي سيلا من المقالات في الصحافة الغربية، خاصة البريطانية منها. فعلّقت الغارديان بالقول "لقد حولت مجموعة أبوظبيالمتحدة، الأداة الاستثمارية للشيخ منصور، مانشستر سيتي من قصّة عدم توفيق دائم وأضحوكة إلى ناد يمثل مقصدا". وكتبت التايمز تقول "أصبح تنوع الاقتصاد في الإمارات أكثر إلحاحا من أجل خلق وظائف جديدة تتجاوز قطاع النفط الآخذ في الاضمحلال". وأضافت الصحيفة "ومن ثم، فإن نادي مانشستر سيتي أصبح يمثل لافتة إعلانية عن الإمارات، الدولة النفطية والعازمة على التنويع، بعيدا عن الاقتصاد القائم على النفط. وهو على المدى الطويل غير قابل للاستدامة". وقالت الصنداي تايمز "بداية من اليوم، سوف ينظر جمهور التلفزيون العالمي الذي يبلغ المليار بعناية إلى طيران 'الاتحاد'. وحتى إذا خسر مانشستر سيتي، فإن أبو ظبي ستكون دائماً الفائزة". فخُطط حكومة أبو ظبي الخاصة بتطوير صناعتها السياحية جعلت من "الاتحاد للطيران" اسما يتردد باستمرار في الصحافة العالمية. وهناك شبه إجماع في الصحف على أن "الاتحاد للطيران"، البالغة من العمر عشر سنوات، أسهمت بشكل مباشر في تحويل الإمارة إلى وجهة سياحية رائدة. شأنها شأن الإستثمار في الرياضة العالمية، من خلال اتفاقات الرعاية وحصص رأس المال. كما تتفق الصحف على القول بأنه ربما يكون إنفاق الشيخ منصور الأكبر والأكثر جرأة في كرة القدم الإنجليزية من قبل مستثمر خليجي، لكنه بعيد عن أن يكون الوحيد.