هايدلبرج/مدريد د ب أ: أعلن علماء أسبان أنهم طوروا علاجا جينيا يطيل أعمار الفئران. وذكر العلماء من المركز الأسباني القومي لأبحاث السرطان في مدريد أن هذا العلاج أدى إلى تباطؤ عملية الشيخوخة لدى الفئران وتحسن صحتها. وعمل العلماء خلال هذا العلاج على تهيئة الظروف المناسبة لتكوين إنزيم' 'تيلوميريس' الذي يسمونه 'إنزيم ينبوع الشباب' في خلايا الفئران وهو إنزيم يكبح شيخوخة الصبغيات الحاملة للصفات الوراثية 'كروموزومات'. وقال العلماء إن الفئران التي عولجت بهذه الطريقة أظهرت تحسنا هائلا في صحتها ولياقة وعاشت مدة أطول حسبما أفادت المنظمة الأوروبية للعلوم (إي ام بي أو) في مدينة هايدلبرج الألمانية والتي نشرت الدراسة في مجلتها 'موليكولار ميدسين' المتخصصة. وحسب العلماء فإن هذا العلاج الذي أخضعت له الفئران في عمر عام أطال عمرها بواقع ربع سنة إجمالا وأنه من الممكن من خلال هذه الطريقة إطالة عمر الفئران في سن عامين بنسبة 13' مع عدم زيادة نسبة خطر الإصابة بالسرطان وذلك خلافا لبعض التجارب السابقة على فئران صغيرة السن. وقالت ماريا بلاسكو المشاركة في الدراسة معلقة على نتائجها:'عادة ما ينظر للعلاج الجيني كإمكانية لزرع جينات في خلايا لتصحيح عيوب جينية أو أمراض.. غير أنه من الممكن أيضا اعتبار الشيخوخة نوعا من الخلل الوظيفي للجينات.. وبذلك يكون العلاج الجيني بمثابة استراتيجية فعالة لإبطاء الشيخوخة وإطالة العمر'. ورأى البروفيسور أوتس هيربيج من كلية طب نيو جيرسي الأمريكية معلقا على الدراسة في نفس المجلة أن هذه الدراسة مهمة لإظهار أن هذا العلاج الجيني آمن غير أنه شدد على ضرورة تجريب الدراسة على حيوانات ثديية أخرى تعيش مدة أطول بكثير من الفئران وأشار إلى أن الفئران التي استخدمها العلماء في تجاربهم تعيش ثلاثة أعوام بدون هذا العلاج. ومن المعروف عن إنزيم 'تيلوميريس' أنه يطيل التيلوميرات التي تقع عند نهاية الصبغيات الحاملة للصفات الوراثية والتي تقصر بعض الشيء عند كل عملية انقسام للخلية بحيث تتقلص بمرور الحياة. وكان فريق من الباحثين تحت إشراف بلاسكو قد نجح في تطوير فأر عظيم الحجم يعيش فترة أطول حسبما أفاد الفريق عام 2008 في مجلة 'سيل' المعنية بأبحاث الخلية. وفي نيويورك كشفت بحث جديد أجري على الفئران عن أن نوعا جديدا من أنظمة العيون الاصطناعية يمكنه ذات يوم أن يعيد الإبصار إلى الأشخاص الذين فقدوا أبصارهم بسبب أمراض العيون التنكسية مثل التنكس البقعي (تنكس القرنية). ونقل موقع 'هيلث داي' الإلكتروني المتخصص في أخبار العلوم والصحة عن فريق باحثين من كلية الطب بجامعة ستانفورد الأمريكية القول إن النظام الجديد يحتوي على خلايا دقيقة تشبه الألواح الشمسية ، والتي توضع عن طريق الجراحة أسفل شبكية العين ، ونظارة مصممة على نحو خاص ومزودة بكاميرا دقيقة إلى جانب جهاز كمبيوتر مصغر يعمل على معالجة بيانات الرؤية. يتم عرض الصور المرئية على شاشة دقيقة من الكريستال السائل موضوعة في عدستي النظارة ، على غرار تلك المستخدمة في النظارات المخصصة لألعاب الفيديو. ويتم إرسال الصور من شاشات الكريستال السائل إلى الخلايا المزروعة في شبكية العين ، التي ترسل الصور بدورها إلى الدماغ. قال رئيس فريق الباحثين الذين أعدوا الدراسة دانيال بالانكر ، الأستاذ المساعد في طب العيون ، في بيان صحفي بستانفورد: 'إنه (النظام البصري الجديد) يعمل على غرار الألواح الشمسية فوق سطح منزلك ، والتي تحول الضوء إلى تيار كهربائي. ولكن بدلا من أن يتدفق التيار إلى ثلاجتك ، فإنه يتدفق إلى شبكية عينيك'. يعمل العلماء حاليا على تجربة النظام على الفئران ويسعون إلى إيجاد جهة راعية لدعم تجربته على الإنسان. يذكر أن الأبحاث التي تبدو مبشرة بالخير في الدراسات التي تجرى على الحيوانات لا يكون لها في الغالب فوائد مماثلة بالنسبة للإنسان. ويأمل الباحثون في النهاية أن يساعد النظام البصري الجديد الأشخاص المصابين بأمراض تنكسية في شبكية العين ، مثل التنكس البقعي المرتبط بالعمر والتهاب الشبكية الصباغي ، على استعادة أبصارهم. يمثل مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر السبب الرئيسي لفقدان البصر في أمريكا الشمالية ، فيما فقد نحو 5ر1 مليون شخص بصرهم على مستوى العالم بسبب التهاب الشبكية الصباغي ، وفقا لما ذكرته مؤسسة مكافحة العمى (فاونديشن فايتنج بلايندنيس) غير الهادفة للربح. نشرت نتائج البحث في مجلة 'نيتشر فوتونيكس' البريطانية العلمية.