سألت أحد الإسلاميين الذين شاركوا في جلسات مؤتمر شوري إسلامي النظام في مؤتمر العيلفون, لماذا عقد المؤتمر بعيدا عن عيون الصحافة و كانت جلساته سرية و تم اختيار عضويته بعناية؟ قال إن كان هناك تخوف من قبل بعض القيادات الإسلامية التاريخية الذين شاركوا في جلسات المؤتمر أن يتحول المؤتمر إلي محاسبة لرموز النظام الحاكم في قضايا الفساد التي لم يسلم منها أحد من قيادات الإنقاذ إذا لم يتلوث الشخص تلوثت أسرته و فالكل أصبح في دائرة الاتهام إلي جانب هناك أصوات داخل الحركة الإسلامية القريبة من النظام و لكنها لم تشارك في السلطة التنفيذية هؤلاء يعتقدون إن النظام الحاكم يعاني المرض من قمة رأسه. تعتقد بعض من القيادات المشاركة في مؤتمر الإسلاميين إن الرئيس البشير يتحمل كل المشاكل التي يواجهها السودان و السودان لا يستطيع حل مشاكله الداخلية و الخارجية في ظل النظام الحاكم بصورته الحالية و إن قرار مجلس الأمن رقم 2046 يعتبر كارثة خطيرة جدا علي السودان حيث4 يواجه السودان المجتمع الدولي وظهره مكشوف فليس هناك صديق أو تحالف يمكن الاعتماد عليه. و يستدلون بالنصيحة التي قدمتها الصين و التي يعتبرها النظام حليفه الإستراتيجي فقالت الصين " يجب علي السودان أن يتجاوب مع المجتمع الدولي دون عناد" هذه الرسالة هي التي جعلت حكومة الخرطوم تقبل قرار مجلس الأمن دون تحفظ أما التحفظات التي بدأت تكررها بعض قيادات المؤتمر الوطني و قبول القرار من قبل البرلمان دون موافقتهم علي الحوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال كله حديث الهدف منه حفظ ماء الوجه فالقرار يلزم حكومة البشير أن تتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال تحت إشراف الاتحاد الأفريقي و حتى حليفة الرئيس البشير التي أقسم أن نفط الجنوب لن يمر عبر الأراضي السودانية قد عدله في خطابه الأخير حيث قال أن نفط الجنوب لن يمر عبر السودان إلا بعد حل المشاكل الأمنية و هذا تراجع عن القسم الأول مما يؤكد أن النظام يتعامل بوجهين. إن مؤتمر الإسلاميين سوف يسير عكس الاتجاه الذي أرادته السلطة في أن تحيي تنظيم الإسلاميين لكي يكون مدخلا للنظم الجديدة التي صعدت الحركات الإسلامية في عدد من الدول العربية و في نفس الوقت يستطيعون الحفاظ علي نظام الإنقاذ و لكن هناك قيادات تعتقد أن إحياء التنظيم يجب أن يشرف علي جميع النشاطات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها و لكي يتم تعامل مع العالم الخارجي يجب أن يطال التغيير كل القيادات السياسية التي مكثت أكثر من عقدين في السلطة و لم تستطيع انجاز شيء بل إن البلاد تواجه معضلات كبيرة سوف تؤدي إلي تمزيق السودان و هناك البعض الذين صرحوا أن أية إصلاح إذا لم يطال رئاسة الجمهورية يكون إصلاح ليس له أية قيمة قال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوربي إن الخطوة التي قد اتخذتها رئيسة مالاوي جويس باندا في رفض بلادها حضور الرئيس البشير تعتبر خطوة جريئة سوف تظهر أثارها في القريب العاجل عندما تقدم بعض القيادات الأفريقية في اتخاذ نفس الموقف بشكل علني و قال كان من قبل للرئيس الليبي معمر القذافي هو الذي يحرك بعض الرؤساء الأفارقة بسبب الأموال الليبية التي ينفقها و هذه كانت تشكل حماية للرئيس البشير الذي حاول أن يشوه صورته بعد سقوط نظامه القذافي لكي يحمي نظامه و يقول للعالم أن نظام القذافي كان يشكل له تهديدا رغم إن نظام البشير أكثر النظم في إفريقية التي استفادت من النظام الليبي السابق. قال أحد الصحافيين المقربين للرئاسة إن الرئيس قلق جدا من قرار رئيسة مالاوي باعتبار أن القرار ليس محصورا في المنع أنما للقرار تبعات و هي أن الدول الأفريقية لن تتردد في القبض علي الرئيس البشير و تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية و ليس هناك دولة واحدة سوف تعترض علي عملية القبض و التسليم لآن القرار المستندة عليه المحكمة صادر من مجلس الأمن الدولي بالإجماع و القلق الثاني التحول الذي حدث في الحليفين الصين و روسيا اللذان يعتقدان يجب علي السودان أن ينصاع للشرعية الدولية و أيضا هناك قناعة بدأت تتشكل في الدول التي لها صداقة مع نظام الإنقاذ إن النظام فقد عمره الافتراضي و يجب أن يتغير الآن خاصة إن مشاكله أصبحت أكثر ضررا لمصالحهم. شعور النظام بضعفه و محاصرته من جميع الجهات و بعد موافقته علي قرار مجلس الأمن الدولي أنعكس ذلك علي القبضة الأمنية و طلب الفريق محمد عطا رئيس جهاز الأمن و المخابرات من رئيس دائرة الإعلام في الجهاز العميد محمد أحمد الدنقل عدم السماح لنشر مقالات أو أخبار أو أية تحليلات تتناول نقد رئيس الجمهورية بصورة مباشرة و تحاول الترويج للقرارات الأفريقية التي تطالب بمنع الرئيس مؤتمرات أو إعلان القبض عليه باعتبار أنها تضعف من الرئاسة كما طالب برصد كل المقالات و الأخبار التي تتناول تلك القضايا في الانترنيت و معرفة كتابها هذا يؤكد أن النظام بدأ يشعر بضعفه و أن الحبل بدأ يشد علي رقبته كمال سيف صحافي سوداني سويسرا [email protected]