كل ليلة منذ نهاية مايو، يجوب أستراليون المتنزهات الوطنية المحيطة بكانبيرا حاملين في يدهم مصباحا وفي اليد الأخرى جهازا للاتصال اللاسلكي، ويطاردون صيادين كلفتهم الحكومة بالقضاء على حيوانات الكنغر الكثيرة. وتتمتم فيونا كورك على الجهاز اللاسلكي «هل تراهم؟»، فيجيبها زميلها من الجمعية الأميركية لحيوانات الكنغر والذي تمكن من دخول محمية «كريس» الطبيعية على الرغم من اللافتات التي تحظر الدخول «أنا أسمعهم». وينتمي الاثنان إلى جمعية مناهضة لعمليات «قتل» حيوانات الكنغر العملاقة بالقرب من كانبيرا (جنوب شرق) والتي تجري منذ نهاية مايو في إطار برنامج وافقت عليه السلطات الحكومية ويهدف إلى القضاء على أكثر من ألفي كنغر. وتعتبر الحكومة أن هذه الحيوانات تهدد التنوع الحيوي في المحميات الطبيعية وأنه ينبغي بالتالي تقليص عددها. ويجوب صيادون متنزهات المنطقة التسعة في الليل، بناء على جدول أعمال سري، بغية عدم لفت أنظار المدافعين عن حيوانات الكنغر. وتقول كارولين درو التي تنتمي إلى جمعية «أنيمال ليبيريشن» (تحرير الحيوانات) ان النشاطين يدخلون المتنزهات ليلا، موضحة «إذا عرفنا أنهم هناك، نركض حاملين المصابيح ومحدثين ضجة. فالسلطات توقف عمليات الصيد في حال وجود أشخاص داخل المتنزهات». وتضيف «ويعودون في الليلة التالية وينشرون عناصر الشرطة كي يمنعونا من الدخول».