كان ثابت ي. (39 سنة)، وهو مهاجر تركي إلى ألمانيا، يتألم وهو يستمع يوميا إلى تذمر زوجته من إملاق الحالة المعيشية، ومن صعوبة الحياة معه في ألمانيا كعاطل عن العمل، فما كان منه إلا أن سطا على بنك لكي يرضيها. لكن الزوجة الذكية عرفت كيف تستغفل «لص المصارف» وتتزوج بالمال المسروق من حبيب جديد. في خريف عام 2009 وضع ثابت قناعا على وجهه وتسلح بمسدس دمية - صوتي فقط - وسطا على مصرف في مدينة مونشنغلادباخ، بولاية الراين الشمالي - ويستفاليا، بغرب ألمانيا. ويومذاك نجح اللص في الفرار بمبلغ 50 ألف يورو من دون أن يتعرف عليه أحد، ومن دون أن تنكشف شخصيته لاحقا من خلال كاميرات البنك. كان الاتفاق أن يعود الزوجان إلى تركيا لبدء حياة جديدة بهذا المبلغ، لكن الزوجة أقنعت الزوج بترك المبلغ معها والاختباء في تركيا ردحا من الزمن إلى حين استتباب الأمور، على أن تلحق به فيما بعد. وهكذا سافر لص المصارف إلى إسطنبول، لكي يتلقى هناك لاحقا «طعنة في الظهر»، حسب تعبيره أمام القاضية في كولون. الزوجة (37 سنة، الآن) أبلغت الشرطة أن زوجها، الذي سطا على البنك، هرب بالمال إلى تركيا. وهكذا احتفظت الزوجة بالمبلغ بينما كان زوجها هاربا في تركيا بعدما أصدر القضاء الألماني مذكرة اعتقال دولية بحقه. بل إنها فتحت بقالة صغيرة، وتزوجت من رجل جديد، وأنجبت منه طفلا. ولكن في يناير (كانون الثاني) 2012 عاد ثابت طوعا من تركيا إلى ألمانيا وسلم نفسه إلى الشرطة. وهكذا رفعت ضده دعوى بتهمة السطو المسلح، واعترف بكل شيء، من دون أن يتمكن من إثبات شيء على زوجته. محامي الدفاع وصف موكله بأنه «أكبر مغفل»، وطالب بحكم مخفف عليه «لتعاونه مع المحققين» و«لأنه سلم نفسه». في حين حضرت الزوجة مع زوجها الجديد وطفلها الجلسة كشاهد، ونفت احتفاظها بالمبلغ، لكنها رفضت الشهادة ضد زوجها أيضا. ومن جانبها، نظرت القاضية بعين العطف إلى «اللص المغفل» وتعاملت مع السطو ك«جناية مخففة» سببها الضغط الاجتماعي. وحكمت على ثابت بالسجن لمدة 3.5 سنة، لكنها أطلقت سراحه بكفالة فورا، بعدما احتسبت فترة التوقيف الأخيرة، واحتسبت معها فترة اختفائه في تركيا كفترة ندم.