صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "الاقتصاد السياسي للتخلف مع اشارة خاصة الى السودان وفنزويلا". اعاد المؤلف محمد عادل زكي النظر في امرين، الاول ظاهرة "تجديد انتاج التخلف" الاجتماعي والاقتصادي، والثاني اعادة النظر في موضوع علم الاقتصاد السياسي كعلم اجتماعي. استخدم المؤلف الادوات الفكرية للعلم الاجتماعي باحثا في طبيعة الظاهرة والقوانين الحاكمة لها ولتطورها على الصعيد الاجتماعي. واستخدم الديالكتيك او منهج التناقض لفهم الظاهرة وتحليلها على صعيد كل من التاريخ والاقتصاد والمجتمع. وفي اطار ظاهرة "تجدد انتاج التخلف" يطرح المؤلف اشكاليتين رئيسيتين، اثار احداهما في اميركا اللاتينية، متخذا فنزويلا نموذجا، واثار الاخرى في القارة الافريقية، متخذا السودان نموذجا، باعتبار ان القارتين تمثلان التاريخ الاصيل للتخلف والارضية الخصبة لعملية تجدد انتاجه اجتماعيا واقتصاديا. عند درس المسألة الفنزويلية، يرشده الديالكتيك، كمنهج في التفكير، الى الصراع بين السلطة والرأسمال، كجدلية بين الريع الذي تحصّله الحكومة والربح الذي تستحوذ عليه الشركات الرأسمالية العالمية، وعند درس المسألة السودانية، يدله الديالكتيك كذلك على الصراع بين الشمال والجنوب كجدلية بين العوز الاقتصادي والهيمنة السياسية والاجتماعية، والصراع بين الجنوب والجنوب، حول الماء والكلأ، وبسط السلطان والنفوذ على الارض. ويخلص المؤلف من دراسة كلا نموذجي ظاهرة تجديد انتاج التخلف الى الاخذ في الاعتبار تكوين الصورة الكلية من خلال التمعن بالماضي (الاستعمار، ثم استمرارية التسرب، وفقدان شروط تجدد الانتاج) كي يتم فهم الحاضر، ومن ثم امكان تصميم المشروع الحضاري الذي ينشغل بالتنمية المستقلة والاعتماد على الذات. (الكتاب في 432 صفحة)