بسم الله الرحمن الرحيم بيان مهم، للشعب السودانى العظيم رقم {1} أيها الشعب السودانى العظيم، لقد كان يوم 30/6/1989 يوماً فاصلاً فى تأريخ بلادنا العزيزة، ولحظة ٌ قد تسلل فيها داء الفرقةِ والتجزئة متسربلاً بثوب القبلية والجهويةِ والعنصرية إلى جسم وطننا الكبير وبدأ ينخر فى أعضاءه ويتمدد حتى ضعف ووهن وأصبح من الصعب أن يسترد عافيته، وقد إستخدم معجبى البصيرة ام حمد كلُ ما نصحت به،واختاروا مجموعة من وصفات القرون الوسطى العلاجية مثل الدبابين، صيف العبور والميل أربعين دون جدوى، وأخيراً قد استقر رأيهم على وصفة أطباء الغفلة الذين نصحوا ببتر ما اعتقدوا إنه مركز الداء وتوهموا وتفاءلوا وقاموا بتوزيع العصائر والحلوى وقدموا الذبائح وبشروا الناس بالأمن والاستقرار والرخاء وحذروهم بأن لا تعدد ولا تنوع ولا دغمسة بعد اليوم . ولكنهم نسوا أن الداء قد تسرب إلى الغرب والشرق والشمال والوسط، بل نسوا أو تناسوا إنهم هم الداء الوحيد والمدمر للوطن فلا صحة ولا عافية له إلأ بزوالهم وسقوطهم فى مزبلة التأريخ. وعلى مدى هذه السنوات العصيبة قد ذاق الشعب السودانى العظيم شتى صنوف الظلم والإستبداد والقتل والتشريد واكتوى بنيران الحرب المفتعلة وفقد خلالها الأولاد والممتلكات، ولكنه قد تحمل كل هذه الظلمات وصبر وعاش فى ثبات كأنه جبل لا يحرك سااكناً، حتى كاد البعض الجاهل أن يصفه بالجبان وهو لا يدرى بإن هذا الشعب العظيم هو مفجر الثورات ومعلم الشعوب وقاهر الإستبداد، وإنه لا يثور إلأ بعد فشل كل محاولات ترتيب شئونه الداخلية بطريقة الأجاويد التى تحقق التراضى بين الفرقاء وتحفظ أسرارهم ، وإذا ثار فهو كالسيل لا يقهره أحد ولا يتريث ولا يهدأ إلا إذا تحقق هدفه. وفى هذه الأيام تحديداً قد يئسنا ويئس الشعب السودانى من إمكانية إشاعة الحريات وتحقيق التحول الديمقراطى التلقائى من قبل هذا النظام الفاسد الذى لا أُريد تنجيس فمى بذكر إسمه، رغم توالى هزائمه السياسية والدبلوماسية والعسكرية الداخلية والخارجية ورغم الضغوط ، وأن كل الإتفاقات التى وُقعت من قبل الحركات المسلحة والأحزاب السياسية مع هذا النظام المستبد قد فشلت فى إنجاز عملية التحول وحل الأزمة، وبالتالى لا سبيل لتغيير النظام إلا عبر ثورة شعبية سلمية. خاصةً أن محاولات تغيير النظام عسكرياً والتى تجرى الآن فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق قد تحقق الهدف وتحل أزمة البلاد ولكن هناك من يشكك عن قصد فى نوايا القائمين عليها ويلوثهم بالجهوية وعدم القومية وكذلك هناك من يرى أن هذه الطريقة قد تحدث فوضى عارمة بالبلاد تحتاج لبعض الوقت لمعالجتها، وكنا قد اقترحنا فى السابق بعقد إجتماع يضم جبهة تحالف القوى الثورية وقوى الاجماع الوطنى المعارض فى أي مكان خارج السودان لترتيب الفترة الانتقالية، حتى يطمئن الشعب السودانى على مستقبل الأوضاع فى البلاد بعد زوال الكابوس وقبره للأبد، ولكن حتى الآن لم نجد من يطور هذا المقترح ويضعه فى دائرة الفعل. وعليه كان لابد لنا أن نعود إلى تأريخ الشعب السودانى المليئ بالدروس والعبر لنأخذ منه علاجاً ناجحاً ناجعاً يضع حداً فاصلاً لأزمة بلادنا ويطرد الكابوس الذى جسم على صدر الوطن منذ العام 1989 ويتفق جموع الشعب السودانى على أسس متينة لديمقراطية راسخة ،تضمن لوطننا الأمن والاستقرار والتداول السلمى للسلطة. أيها الشعب السودانى العظيم، إن أبناءكم وبعد كل تلك المحاولات الجادة والتى باءت بالفشل كان لا بد لهم من إعتماد البديل الذى عملوا له منذ ستة أشهر وروجوا له فى تعليقات صحف إلكترونية عديدة منها الراكوبة منذ ابريل الماضى، لتكتمل الترتيبات بإعلان البيان الأول والذى تظهر أهم سماته فى النقاط التالية: 1/ نحن أبناءكم ولن نتحدث بإسم حزب أو جهة أو قبيلة فقط نحن سودانيون . 2/ قد دعونا منذ ستة أشهر عدد كبير من مختلف الفئات وهم محل ثقة بالنسبة لنا لتسجيل أسمائهم فى قائمة الشرف من أجل المشاركة فى ثورة شعبية سلمية لإسقاط النظام، وقد تم تسجيل عدد كبير جداً من الذين قرروا تحمل أقصى ما يحدث لهم ولو كان هو الموت. 3/ قد تم تكوين خلايا ثورية فى معظم أحياء العاصمة القومية وهى منفصلة تماماً عن بعضها البعض حتى إذا تم إختراق خلية واحدة لا تتأثر الخلايا الاخرى، وتم ربط هذه الخلايا المستقلة بلجان تنسيقية عديدة ومستقلة عن بعضها البعض كذلك. 4/ قد تنطلق الثورة فى ألأحياء الطرفية وتشمل أحياء محلية كررى، أم درمان، أمبدة، الكلاكلات، جبل الاولياء، الجريف، بحرى وشرق النيل وتكون متزامنة مع ثورة طلاب الجامعات بالعاصمة القومية. 5/ على الشعب السودانى عامةً وأبطال الثورة خاصةً أن يكونوا فى وضع إستعداد منذ يوم 30/6/2012 على أن تكون ساعة الصفرفى أي لحظة خلال يوم 30/6 والأيام التالية وقد تكون نهاراً أو ليلاً حسب الظرف. 6/ إتفقنا على تخصيص مكان لشهداء الثورة فى القصر الجمهورى وتعويض أسرهم. 7/ إعتماد يوم 30/6 لبدء الاستعداد ليس لأن نجعله يومَ عيدٍ ولكن لنحول يوم الغفلة والهزيمة للشعب السودانى إلى يوم يقظةٍ وإنتصار . 8/ نُأكد للشعب السودانى وقوى الإجماع الوطنى وجبهة تحالف القوى الثورية بإننا لم ولن نسعى لتحقيق مكسب رخيص فقط اننا نطمع فى وطن آمن ومستقر وينعم بعدالة وحرية ونناشد حتى أعضاء المؤتمر الوطنى الذين لم يلوثوا أيدهم بدماء الشعب وماله وعرضه لينضموا للثورة القادمة بإذن الله. 9/ نناشد أبناء الشعب السودانى الذين يعملون فى الأجهزة الأمنية بأن لا يلوثوا أيديهم بدماء الشعب الأعزل وأن يوفروا لهم الحماية وأن لا ينفذوا أي تعليمات تخالف مبادئهم وما يمليه الضمير الإنسانى الحى. محمد مصطفى [email protected] 15/6/2012م