يظل مورتن اولسن المدير الفني للمنتخب الدنماركي الشخصية الاكثر شعبية في كولون ولكن إلى أي حد سيظل يتمتع بهذه الشعبية ، فهذا ما سيتضح بعد غد الاثنين. واولسن /62 عاما/ أمامه مهمة تستهدف تعطيل الماكينات الألمانية حينما يلتقي فريقه مع ألمانيا في الجولة الاخيرة من مباراة المجموعة الثانية ليورو 2012 غدا الأحد في لفيف. وتنبؤات علم الفلك لا يمكن أن تكون أكثر تعقيدا قبل الجولة الأخيرة من دور المجموعات، حيث يمتلك المنتخب الألماني ست نقاط من انتصارين متتالين ولكنه لم يضمن بعد مقعدا في دور الثمانية ليورو 2012 التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا حتى الأول من تموز/يوليو المقبل. وبالنسبة للفريق الهولندي الذي خسر في أول مباراتين بيورو 2012، فإنه مازال بإمكانه الوصول إلى الدور التالي عبر الفوز على البرتغال مع هزيمة الدنمارك أمام ألمانيا. وإذا أراد الفريق الدنماركي الوصول إلى دور الثمانية دون الاعتماد على نتيجة مباراة هولندا مع البرتغال، فإنه ببساطة سيكون مطالبا بالفوز على ألمانيا. ولكن المهمة لن تكون سهلة بالمرة حيث أن المنتخب الألماني ليس فقط أحد المرشحين لنيل اللقب، ولكنه يقدم مستويات رائعة في كرة القدم أيضا. ويمتلك اولسن معرفة قوية بكرة القدم الألمانية بعدما لعب في صفوف كولون ثلاثة مواسم، ثم درب النادي لعامين ونصف العام. وحصل اولسن على شهرة واسعة كلاعب في كولون، ووصل إلى مصاف النجوم بعدما أنقذ النادي من شبح الهبوط عندما تولى تدريبه قبل ستة مباريات على نهاية موسم 1993. وواصل اولسن مشواره مع كولون ونجح في وضعه بمنتصف جدول ترتيب البوندسليجا لموسمين متتاليين، قبل أن يتم اقالته لخروجه من كأس ألمانيا على يد فريق من الدرجات الدنيا. ومن المفارقة ، انه إذا نجح اولسن في تحقيق الفوز للفريق الدنماركي على ملعب ارينا لفيف ، فإنه سيفسد احتفالات نجم أخر من نجوم كولون الخالدين، وهو لوكاس بودولسكي. وسيخوض بودولسكي، الذي أكمل للتو عامه السابع والعشرين، مباراته رقم مائة مع المنتخب الألماني لو شارك في مباراة الغد أمام الدنمارك، وسيكون سعيدا لو قاد بلاده للفوز على فريق اولسن. ويدرك اولسن تماما أنه سيدخل مباراة الغد وهو الطرف الأضعف، مشيرا " ان (ألمانيا) مرشحة للفوز ، ولكن من حقنا ان نحلم". ويمكن للدنماركيين أن يكون لهم مصدر الهام عبر تذكر مواجهة الفريقين في نهائي يورو 1992، عندما التقى الفريقان الألماني والدنماركي، وكانت كل المؤشرات تشير إلى هزيمة الدنمارك، ولكن الفريق توج بلقب البطولة عبر الفوز بهدفين نظيفين. وإذا فشلت الدنمارك في الفوز على ألمانيا فإنها ستعول على نجاح هولندا في الانتفاض أخيرا وتحقيق الفوز على البرتغال في مباراة الفريقين في خاركيف، حيث تقام المباراتين في ذات التوقيت. ومن المتوقع أن يشارك المهاجم الهولندي كلاس يان هونتلار في خط هجوم الطاحونة البرتقالية بجوار روبن فان بيرسي مهاجم ارسنال الإنجليزي. وكانت ألمانيا والدنمارك قد واجهتا اتهامات من قبل بالتلاعب في نتيجة المباريات. ففي عام 1982 توقف المنتخبان الألماني والنمساوي عن اللعب بمجرد تسجيل المنتخب الألماني هدف الفوز 1/صفر، وهي النتيجة التي صعدت بالفريقين إلى الدور التالي من كأس العالم. وفي يورو 2004 في البرتغال، كان المنتخبان السويدي والدنماركي يدركان أن نتيجة التعادل 2/2 كفيلة بصعودهما معا إلى الدور التالي مع خروج إيطاليا، وبالفعل انتهت نتيجة المباراة بينهما بالتعادل 2/2. واذا صعد المنتخبان الالماني والدنماركي إلى دور الثمانية ، في نهاية المباراة التي تجرى في لفيف غدا الاحد ، فإن اولسن سيحتفظ بشعبيته في كولون.
