دائماً وأبداً ما تكون البطولات الكروية الكبرى، ومنها بطولة يورو 2012، مسرحاً كبيراً تحقق عليه أرقام قياسية جديدة، وتتحطم عليه أرقام قياسية كانت صامدة لعدة أعوام، أرقام تدخل بأصحابها وأبطالها التاريخ من أوسع أبوابه. ورصد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) 3 أرقام قياسية جديدة تحققت حتى الآن على ملاعب أوكرانيا وبولندا؛ حيث يقام حالياً عرس الكرة في القارة العجوز، والأرقام الثلاثة كان أبطالها 3 لاعبين هم الإسباني تشافي هيرنانديز، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والألماني لوكاس بودولسكي. وتقول الإحصائية الرقمية القياسية الأولى أن 136 تمريرة، منها 127 مكتملة، هي الحصيلة الشخصية التي جعلت نجم وسط برشلونة تشافي هيرنانديز ليحقق رقماً قياسياً جديداً في تاريخ كأس أوروبا، حيث أصبح سجل صانع الألعاب الإسباني يفوق بذلك الذي بلغه الأسطورة الهولندية رونالد كومان، الذي مرر 117 تمريرة خلال مباراة نصف نهائي يورو 1992 التي انتهت بخسارة منتخب بلاده أمام نظيره الدنماركي بهدفين نظيفين. وبفضل المعدل الباهر الذي بلغه مايسترو برشلونة في توزيع الكرات بين رفاقه خلال المواجهة أمام جمهورية آيرلندا 4-0، أصبحت كتيبة لا روخا تنفرد بالرقم القياسي الجديد في تاريخ هذه المسابقة القارية من حيث عدد التمريرات بين لاعبي نفس الفريق في مباراة واحدة، حيث تبادل نجوم المملكة الأيبيرية الكرة في ما بينهم 860 مرة في الإجمال خلال تلك المباراة في مدينة غدانسك، بينما كان أفضل معدل في السابق لا يتعدى 778. ولغرابة الصدف، عندما أطلق الحكم صافرته معلناً نهاية الشوط الأول، كان عدد المرات التي مرر فيها تشافي وتشابي ألونسو الكرة في ما بينهما (106) يفوق عدد التمريرات التي أرسلها لاعبو آيرلندا مجتمعين. وبفوزها 1-0 على كرواتيا بعدما سحقت رفاق روبي كين برباعية نظيفة، ارتفع عدد المباريات التي تفوقت فيها إسبانيا على مستوى امتلاك الكرة إلى 58 مباراة متتالية، علماً بأنه في حال تكرار هذا السيناريو في موقعة ربع النهائي ستتمكن كتيبة لا روخا من معادلة أطول سجل خالٍ من الهزيمة في تاريخ البطولة الأوروبية (10 مباريات). أما الإحصائية الرقمية الثانية التي رصدها فيفا فهي خاصة بلاعب المنتخب الألماني لوكاس بودولكسي، وتقول الإحصائية القياسية: (27 عاماً و13 يوماً هو ما كان يبلغه لوكاس بودولسكي من العمر عندما خاض مباراته الدولية رقم 100 يوم الأحد الماضي، ليصبح أصغر لاعب أوروبي يحقق مثل هذا الإنجاز". ورغم أن المهاجم الألماني أصبح يتفوق بفارق ستة وتسعين يوماً عن صاحب الرقم القياسي السابق على صعيد القارة العجوز، الإستوني كريستن فيلكماي، فإنه يقبع في المرتبة السابعة عالمياً، حيث يتصدر الترتيب الدولي أسطورة كوريا الجنوبية تشا بوم- كون، الذي كان يبلغ من العمر 24 سنة و139 يوماً عندما خاض مباراته المائة مع محاربي تايجوك. لكن بودولسكي احتفل بمئويته على أفضل نحو ممكن، حيث تزامن إنجازه الباهر مع عودته إلى هز الشباك، عندما سجل هدفاً في مرمى الدنمارك، رافعاً رصيده إلى أربعة أهداف في مشاركاته ضمن البطولة الأوروبية، أي على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي الوطني الذي ما زال ينفرد به الأسطورة يورغن كلينسمان. أما المنتخب الألماني، فقد واصل من جهته مسلسل إنجازاته الباهرة، حيث سجل هدفاً واحداً على الأقل في كل مباراة من مبارياته التسع عشرة التي خاضها منذ نوفمبر 2010. وكان هداف النادي الملكي ريال مدريد والدوري الإسباني النجم الأشهر في البطولة البرتغالي كريستيانو رونالدو فارس الرقم القياسي الثالث، حيث تمكن اللاعب من التسجيل في خامس ظهور له في اليورو معادلاً الرقم القياسي. وقد دفع أبناء بيرت فان مارفيك الثمن غالياً مقابل ارتباكهم أمام المرمى، شأنهم في ذلك شأن الروس في المجموعة الأولى، حيث تفوق هذان المنتخبان في نسبة امتلاك الكرة على كل المنافسين، علماً بأن المنتخب الإسباني هو الوحيد الذي تقدم عليهما في الإحصائيات الخاصة بمعدل الاستحواذ، ولو أنه لم يسدد نحو المرمى بنفس الوتيرة التي بلغها الهولنديون والروس في دور المجموعات، إذ تصدر رفاق روبن فان بيرسي الترتيب العام في هذا الشأن، بعدما صوبوا 35 مرة باتجاه إطار المرمى، يليهم أندريه آرشافين وزملاؤه بواقع 29 تسديدة بين الخشبات الثلاث. ولغرابة الصدف، تأهلت اليونان إلى ربع النهائي بفضل فعاليتها الهجومية المذهلة، حيث سجلت ثلاثة أهداف من أصل خمس تسديدات فقط باتجاه المرمى.