واشنطن - قال مسؤول اميركي ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) طلبت من دار للنشر وقف اصدار مذكرات عميل سابق للاستخبارات الاميركية يروي فيها تجربته في افغانستان، بحجة الحفاظ على اسرار دفاعية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان وزارة الدفاع تجري مفاوضات مع دار النشر سانت مارتن برس لشراء واتلاف عشرة آلاف نسخة هي الاولى من كتاب "اوبريشن دارك هارت" (عملية القلب الاسود) لانطوني شافر. وشافر لفتنانت كولونيل الاحتياط في الجيش الاميركي عمل في الماضي في الوكالة الاميركية للاستخبارات العسكرية (دي آي ايه). وقال الكولونيل ديفيد لابان احد الناطقين باسم وزارة الدفاع الاميركية ان سبب القلق وجود معلومات تعد سرية في هذا الكتاب. واضاف ان البنتاغون "يعمل بشكل وثيق مع دار النشر واللفتنانت كولونيل شافر ومحاميه لحل المشكلة". واوضح الناطق في رسالة الكترونية لوكالة فرانس برس انه لم يتخذ بعد اي قرار يشأن شراء الكتاب او اتلافه، رافضا اعطاء اي تفاصيل عن المفاوضات. من جهته قال مارك زيد محامي المؤلف ان مسؤولين في وحدات الاحتياط وافقوا على مضمون الكتاب الذي يتحدث فيه شافر عن مهمته كضابط في الاستخبارات العسكرية التي استمرت خمسة اشهر في افغانستان في 2003. واضاف لفرانس برس ان "توني سلم رسالة رسمية تسمح له بالنشر قبل ان يسلم مسودة الكتاب الى الناشر". لكن وزارة الدفاع اكدت ان مضمون الكتاب لا يمتثل للقواعد المطبقة التي تقضي الحصول على موافقة كل وكالة يرد اسمها في الكتاب. وعلمت وكالة الاستخبارات العسكرية بالكتاب في ايار/مايو ولم تحصل على نسخة من مسودته الا منتصف تموز/يوليو. وكان مدير الوكالة اللفتنانت جنرال رونالد بورغيس اصدر مذكرة في السادس من آب/اغسطس اكد فيها ان نشر هذه المذكرات "يمكن ان يلحق ضررا خطيرا بالامن القومي". واضاف ان قيادة العمليات الخاصة ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووكالة الامن القومي عثرت على معلومات في المسودة تتعلق بنشاطاتها بما في ذلك معلومات "سرية للغاية" لوكالة الامن القومي. وقالت صحيفة التايمز ان الوكالات وجدت مئتي فقرة قد تحوي معلومات سرية بما في ذلك اسماء وتقرير عن عمليات سرية. وطلب بورغيس سحب العمل واعادة عرضه على الوكالات المتخصصة. وقال زيد ان الكتاب طبع في هذه الاثناء لكنه لم يوزع وقد حررت نسخة ثانية منه لكن البنتاغون والمؤلف ما زالا مختلفين حول مضمونها. وقال زيد في رسالة الكترونية ان "بعض التغييرات التي تم التفاوض حولها كانت مقبولة لكن تفاصيل اخرى لم نوافق عليا وستبقى في الكتاب". وتابع "لدينا خيار ملاحقة الحكومة لمنعها الكتاب لكننا لم نبت في الامر بعد". وشافر كان موضع جدل آخر في 2005 و2006 عندما عقدت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب جلسات استماع بعدما قال ان برنامجا للاستخبارات العسكرية يحمل اسم "ايبل دانجر" اشار الى محمد عطا الذي قاد انتحاريي اعتداءات ايلول/سبتمبر 2011 قبل عام من وقوع الهجمات. وطرد شافر من وكالة الاستخبارات العسكرية في 2006