حددت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى، بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق؛ ثابو أمبيكي، الخامس من يوليو المقبل موعداً لاستئناف المحادثات بين دولتي السودان بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وكانت الوساطة أعلنت تعليق أحدث جولة من المفاوضات وعاد أمس الأول وفدا التفاوض إلى بلديهما. وكشف وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين رئيس الوفد الحكومي للمحادثات الأمنية، عقب عودته للخرطوم، عن تكوين آلية مشتركة بين الجانبين لمراقبة المناطق منزوعة السلاح، إلى جانب تكوين آلية طارئة لتقبل الشكاوى والمقترحات حول المناطق غير منزوعة السلاح. واعتبر أن جولة المفاوضات المنتهية شهدت روحاً إيجابية ومسؤولة بين الطرفين. وقال إن طرفي التفاوض سيجتمعان في الخامس من شهر يوليو المقبل، ثم يعود الطرفان للتفاوض يوم الحادي عشر من الشهر نفسه بروج جديدة وبروح إيجابية. وكان الوفدان قد أكدا في تصريحات صحفية عقب تعليق المفاوضات، عزمهما تجاوز الملفات المعقدة كافة التي اعترضت المحادثات المنتهية. وتوقع حسين أن تبذل اللجان التي تم تكوينها من الطرفين جهوداً مقدرة لأجل الوصول إلى نتائج إيجابية تساهم في الاستقرار والسلام. وانتقد وزير الدفاع السوداني بشدة الخرائط التي قدمها وفد دولة جنوب السودان. وقال إنها تتعارض مع الخرائط التي توجد في أرشيف الأممالمتحدة، بجانب التي تم طرحها على طاولة اتفاقية السلام الشامل الموقعة بكينيا عام 2005. واعتبر حسين أن اللجان التي قامت بوضع الخرائط المعنية غير مختصة في هذا الجانب. ومن جهته هنأ وسيط الاتحاد الأفريقي؛ ثابو أمبيكي، الطرفين ب"جديتهما"، وقال إن “الطرفين أبديا نضجاً كبيراً وجدية في مقاربتهما للمفاوضات، وهذا أمر جيد لمواطني السودان وجنوب السودان". من جانبه، أعلن رئيس وفد جنوب السودان في مفاوضات القضايا العالقة بأديس أبابا؛ باقان أموم، توصل الطرفين لتفاهمات في الجولة المنتهية، مشيراً إلى أن الجولة المقررة في الخامس من يوليو المقبل ستنفتح على كل القضايا من دون تحديد. وأبلغ باقان الصحفيين عقب عودة وفد الجنوب إلى جوبا يوم الخميس، أنهم توصلوا إلى تفاهمات في الجولة الماضية، وقال: اتفقنا على تبني استراتيجية للمحافظة على الروح الإيجابية التي سادت الجولة. وشدد على أن الجولة المرتقبة ستناقش كل القضايا العالقة مجتمعة من دون فرض شروط مسبقة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يطوي صفحة الخلافات بين البلدين.وقال باقان، إن الجولة المنتهية شهدت مفاوضات مباشرة بين وفدي البلدين من دون تدخل الوسطاء، معتبراً ذلك أمراً إيجابياً. وأضاف: “الأجواء التي سادت الجولة المنتهية يمكن أن تقود إلى منهج استراتيجي للتفاوض خلال الجولة المرتقبة". ورفعت الوساطة الأفريقية المحادثات بين بين الجانبين بعد أسبوع من الاجتماعات المتواصلة بأديس أبابا، دون التوصل إلى تفاهم مُشترك حول القضايا العالقة، وعلى رأسها حدود 1956م وتحديد نقطة (الصفر) لترسيم المنطقة العازلة المنزوعة السلاح.