قدم اثنان من أكبر أندية كرة القدم في البرازيل لاعبين أجانب انضموا حديثا أمس السبت في أحدث مظاهر قوة الانفاق الجديدة التي ساعدت مؤخرا على الابقاء على بعض من مواهب البلاد بدلا من الانتقال للخارج. وخاض الهولندي كلارنس سيدورف ومهاجم اوروجواي دييجو فورلان أول مباراة لهما مع بوتافوجو وانترناسيونال على الترتيب ليبقي اللاعبان المخضرمان - اللذان ابتعدا عن ربيع تألقهما في بطولات الدوري الاوروبية - على مسيرتهما مستمرة في الدوري البرازيلي الذي استعاد عافيته في السنوات الأخيرة بسبب الازدهار الاقتصادي في أكبر دولة بامريكا الجنوبية. وتستعيد الأندية البرازيلية في المعتاد نجومها كبار السن عندما ينتهي مشوارهم في اوروبا. وعاد رونالدو وروبرتو كارلوس ورونالدينيو ولويس فابيانو واخرون الى البرازيل في السنوات الأخيرة. وأتاحت ثروات الأندية البرازيلية المتنامية الفرصة أيضا للابقاء على مواهب مثل نيمار مهاجم سانتوس الصاعد من السير على خطى أسلافه عبر المحيط الى بطولات دوري أقل شأنا في الصين والولاياتالمتحدة أو الشرق الأوسط. وتعني العملة البرازيلية القوية وعقود الرعاية السخية ان اللاعبين البرازيليين الشبان بوسعهم جني اموال مثل تلك التي قد يحصلون عليها اذا انتقلوا الى اوروبا. ومع دخول أكثر من 30 مليون برازيلي الى الطبقة الوسطى خلال العقد الماضي بدأ المعلنون في الانفاق ببذخ على عقود الرعاية. وضاعفت المحطات التلفزيونية هذا العام حجم ما يتم دفعه للأندية من أجل حقوق البث. ومع ذلك نادرا ما ضمت الأندية البرازيلية لاعبين أجانب بارزين. لذلك فان قدوم فورلان وسيدورف يمثل رغبة جديدة للأندية البرازيلية في الانفاق على أصحاب الأسماء الكبيرة. وفاز فورلان (33 عاما) بجائزة افضل لاعب في كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا بينما احرز سيدورف (36 عاما) لقب دوري أبطال اوروبا مع اياكس امستردام وريال مدريدوميلانو. ولم يكشف بوتافوجو أو انترناسيونال عن قيمة ما يدفعاه للثنائي الجديد. لكن صحيفة لانس الرياضية قالت إن فورلان سيحصل على 415 ألف ريال (204 الاف دولار) شهريا أغلبها من الرعاة. وعقد فورلان الممتد لثلاث سنوات هو مع ناد يعد من بين الافضل في البرازيل. ويمتلك انترناسيونال 100 ألف عضو يدفعون اشتراكات وهو ما يزيد على العملاق الاسباني ريال مدريد. وعندما حضر اللاعب الى مدينة بورتو اليجري بجنوب البرازيل يوم السبت قابله ثلاثة الاف منهم. وقال فورلان في مؤتمر صحفي "الاستقبال كان رائعا. لم أتخيل انني سأرى كل هذا الحب عند وصولي للمطار. هذا جديد بالنسبة لي. انه أمر مذهل." وعندما سئل لماذا قد يأتي اللاعبون الأجانب للبرازيل أشار فورلان الى سيطرة البرازيل في البطولات الاقليمية في ظل فوز ثلاثة فرق برازيلية مختلفة بكأس ليبرتادوريس في السنوات الثلاث الأخيرة. واضاف ان استضافة البرازيل لكأس القارات 2013 ونهائيات كأس العالم 2014 تعني اهتماما أكبر بالرياضة في البلاد. وقال فورلان "اللاعبون يرغبون في اللعب هنا." وفي الوقت نفسه حول بوتافوجو وصول سيدورف الى مناسبة كبيرة قبل مباراة النادي ضد باهيا مساء أمس السبت. ووصل لاعب الوسط الهولندي الى استاد انجينياو في ريو دي جانيرو في طائرة هليكوبتر قبل أن يتم تقديمه بالقميص رقم 10. وحضر نحو 17 ألف مشجع وهو ما يزيد بثلاث مرات تقريبا على العدد الذي حضر آخر مباراة لبوتافوجو على أرضه ضد بونتي بريتا. وذكرت تقارير ان لاعب ميلانو السابق رفض عروضا من أندية في الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط من أجل التوقيع على عقد لمدة عامين. ويملك اللاعبان أسبابا شخصية أيضا للحضور للبرازيل. ويتخذ نادي فورلان الجديد من بورتو اليجري مقرا له وهي تبعد 90 دقيقة فقط بالطائرة عن مونتيفيديو عاصمة اوروجواي. وسيدورف متزوج من برازيلية ويمتلك منزلا بالفعل في ريو دي جانيرو. ولثروة الأندية البرازيلية المكتشفة حديثا حدود تمنع أغلبها من دفع تكاليف الانتقال الباهظة عندما يفسخ بعض اللاعبين عقودهم. وانضم فورلان وسيدورف الى الناديين في صفقة انتقال حر. ومن المرجح ان تواصل الأندية البرازيلية بيع مواهبها الشابة اذا كان الثمن مناسبا. وأدى قدوم فورلان الى تكهنات بان انترناسيونال سيبيع ليوناردو دامياو أو اوسكار الى أندية خارج البلاد.
