معاذ كمبال (الخرطوم) - اعترف الفرنسي دييجو جارزتيو المدير الفني لفريق الهلال متصدر الدوري السوداني لكرة القدم، بأنه بعد مرور أكثر من ستة أشهر من تسلمه مهام تدريب الفريق، لا يزال يعيش في قفص ذهبي، موضحاً أنه لم يتمكن من التأقلم على طابع الحياة السودانية طيلة هذه الفترة، لعدم وجود برامج ترفيهية تبعد عنه الملل الذي تسرب إليه، نظراً للاختلاف الكبير بين العاصمة الفرنسية باريس والخرطوم، مما أفقده الكثير من حيويته التي كان يتمتع بها مع الأندية التي أشرف عليها خلال فتراته السابقة. ونفى المدرب في حوار “الاتحاد" قبل سفر الفريق للعاصمة المالية باماكو اعتزامه ترك النادي في الفترة الحالية، لكنه عاد وألمح إلى أنه في حال وجد عرضاً مقنعاً، فإنه سيفكر فيه، ولكن في نهاية الموسم؛ لأنه مرتبط حالياً بعمل يقوم به في الوقت الحاضر يتمثل في التحديات التي تنتظر فريقه على الصعيدين المحلي والأفريقي، كما أشار إلى أنه لا يمكن أن يرحل لأنه ربط بعض اللاعبين الذين أشرف على تسجيلهم بمشروعه الذي يريد تكوينه في السودان. وأوضح أن مباراة فريقه أمام سيركل باماكو غداً، ستكون مختلفة، عكس لقاء الذهاب الذي انتهى لمصلحة الهلال بهدفين دون مقابل، مشيراً إلى أنه سيعمل على مفاجأة صاحب الأرض بالهجوم لينهي المباراة لمصلحته، أملاً في الوصول لدور المجموعات من المسابقة الأفريقية. وأكد جارزتيو أنه واثق من لاعبيه وقدرتهم بالمضي قدماً في البطولة حتى الوصول للمرحلة الأخيرة، وطالب لاعبيه بعدم الإفراط في التفاؤل وأخذ الحيطة والحذر طيلة وجودهم في المباريات، وليس النظر من الآن إلى النهائي الأفريقي. وأظهر مدرب مازيمبي السابق تخوفه من الأجواء التي يمكن أن تقام عليها المباراة، بعد تفشي مرض “الكوليرا"، بجانب الإضرابات في شمال مالي، وقال “ربما يكون الوضع مقلقاً بعض الشيء، ولكن هناك تطمينات بهدوء الأحوال الأمنية، وكرة القدم في معزل عن السياسة، لذلك نحن يجب ألا يشغلوا عقولهم بمثل هذه الأمور"، وتحدث مع اللاعبين، وطلب منهم عدم القلق والتركيز على المباراة وحدها حتى يعود الهلال ببطاقة الترشح. وطمأن “الملك"، كما تطلق عليه الصحافة المحلية أنصار الفريق بجاهزيتهم لتحقيق نتيجة جيدة في العاصمة المالية باماكو، وقال إن المباراة لن تكون سهلة على الإطلاق، ولكن اللاعبين تدربوا على طريقة جيدة، وهو كمدرب ليس قلقاً من حدوث أمر غير سار، وعندما بدأ مشواره مع الفريق كان اللاعبون يعانون عدم فهم الطريقة التي اتبعها، ولكن الآن بعد مضي ستة أشهر استوعب الفريق الأمر، كما أن مهارته تطورت بصورة متميزة. وقال إنه يؤمن بفريقه الذي كونه طيلة الفترة الماضية، وقدرته في الحصول على الألقاب التي يشارك فيها، وأن اللاعبين أصبحوا جاهزين لتحقيق النتائج الطيبة، وإمتاع الجماهير. ورفض المدرب وعد أنصار الهلال بتحقيق حلمهم الذي انتظروه منذ عام 1930 بالحصول على أول لقب أفريقي رسمي، وقال إنه يجب على الجميع التحلي بالتفاؤل، وأن يخوض “الأزرق" المباريات بجزئياتها، ولحظاتها، وأن يعمل الفريق من أجل تحقيق الحلم؛ لأن ذلك سوف يكون جيداً بالنسبة للهلال. وأشاد جارزتيو بلاعب الوسط عمر بخيت، مشيراً إلى أنه لاعب ذو مواصفات عالية، وقادر على تنفيذ كل التكتيكات المطلوبة منه، إضافة إلى قدراته على توجيه زملائه داخل الملعب. وتحسر جارزتيو على انتقال لاعب الوسط محمد أحمد “بشة" إلى الوحدة السعودي، وقال إن الأمر كان صعباً عليه، ولكن هذه سنة الحياة، نعم هو لاعب رائع، وكان يمكن أن يفيد الفريق، ولكن يتمنى له التوفيق. وأشار المدرب إلى أنه حال تلقى أي عرض من الدوري الإماراتي، فإنه سيفكر فيه بجدية كبيرة ويمنحه اهتمام أكبر، وشرف كبير له أن ينهي مسيرته في الدوري الإماراتي.
