أزفت الآزفة ، ليس لها من دون الله كاشفة ! هل يتنازل البشير المضغوط ويقبل ب9 دولار بدلأ من36 دولار لترحيل برميل النفط ، ضمن تنازلات أخري ؟ ثروت قاسم [email protected] مقدمة ! اليوم الأثنين 16 يوليو 2012 ، يدخل مشوار الإطاحة بنظام البشير يومه ال 32، وأسبوعه الخامس ، وشهره الثاني ! عبر المظاهرات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات على مدار عشرات الأيام ، وأربع جمع مفصلية : الكتاحة ، ولحس الكوع ، وشذاذ الآفاق ، والكنداكة ! وسوف تتوالى الجمع وأيام التظاهرات الأخرى حتى سقوط النظام بإذن الله ! نلخص أدناه ، في 4 نقاط ، بعض الإنطباعات والملاحظات العامة على الوضع السياسي الراهن : 1 - الوضع الأقتصادي المنهار ! انهارت صكوك شهامة الإستثمارية الحكومية ، وبلغت الخسائر ألف مليار جنيه ، الأمر الذي ربما أدى لانهيار بعض البنوك والشركات التجارية وافلاس كثير من صغار المستثمرين وأرباب المعاشات حسب نظرية الدومينو ! تجاوز التضخم حاجز ال 100% ، وزادت أسعار جميع المستوردات بنسبة أكثر من 100% ، والأدوية بنسبة 247% ، وفقد الجنيه السوداني أكثر من 200% من قيمته ، وصار 8 جنيه مقابل الدولار ، و يواصل الدولار ارتفاعه الجنوني ! كما وصلت معدلات البطالة الى أرقام قياسية غير مسبوقة ، وبالتالي معدلات الفقر المدقع والمسغبة ! أجمع الإقتصاديون الدوليون في صندوق النقد الدولي على افلاس خزائن نظام البشير من العملة الصعبة ، وكذلك المحلية ! وتنبأوا بعجز النظام عن سداد المرتبات في الشهور المقبلة ؛ الأمر الذي سوف يقود حتماً إلى تمرد القوات النظامية ، وغير النظامية ، وخصوصا الرباطة ، والمجاهدين الحقيقيين ( الدبابين ) ! في هذا السياق ، سرت اشاعة غير مؤكدة عن اطلاق للنار متبادل بين عناصر من جهاز الإستخبارات والأمن الوطني في بحري ، مما دعا السلطات الى اغلاق كل الطرق المؤدية لمباني الجهاز في بحري ( الخميس 12 يوليو 2012 ) ! تدهور الوضع الإقتصادي في ظل الغلاء المتوحش ، والإرتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية ... كل تلك العوامل بمثابة الوقود الذي يحرك قاطرة المظاهرات والإعتصمات الإحتجاجية ، ويقود مباشرة للإضرابات السياسية ، والعصيان المدني ، والإنتفاضة الشعبية ! ليس هناك بارقة أمل في انفراجة قريبة ( اقتصاديا ) ، بل على العكس تماما ، كل العلامات على الدرب حمراء ، وتؤكد السقوط الحر والمستدم للإقتصاد السوداني ! في هذا السياق ، ولكارثية الموضوع ، أكدت صحيفة نيويورك تايمز , ( في افتتاحية عدد يوم الخميس 12 يوليو 2012 , حماقة السودان وجنوب السودان") ، ان اقتصاد السودان في حالة سقوط حر ! وحتي لو نجحت أدارة أوباما في أقناع دولتي السودان بقبول 9 دولارات لترحيل برميل النفط ، وأستئناف ضخ النفط ، فأن الوضع الأقتصادي الكارثي في بلاد السودان لن ينصلح ، بل سوف يزداد سؤأ ! قبول الرئيس البشير ب 9 دولار بدلأ من 36 دولار لترحيل برميل النفط ، التي كان يصر عليها بطلاقات مثلثة ، واقسام مغلظة ، تؤكد أن الرئيس البشير يفاوض من مركز ضعف ، ويهدر في حقوق الشعب السوداني ليضمن تجميد أمر القبض ، وأستمراره حاكما مطلقأ لبلاد السودان ! ومن غير المستبعد أن يفرط الرئيس البشير في أبيي ، فعبد الرسول النور مقدور عليه ، بعكس الأمريكان ! راجع الأفتتاحية علي الرابط أدناه : http://www.nytimes.com/2012/07/13/op...uth-sudan.html في نقلة نوعية ذات مدلولات خطيرة ، استدعى السيد نائب محافظ بنك السودان ( الأربعاء 11 يوليو 2012 ) السادة أصحاب الصرافات ، واعترف لهم بان خزائن بنك السودان خاوية على عروشها من أي دولار أو أي عملة صعبة أخرى ! وأن بنك السودان عاجز عن ضخ أي دولار في صرافاتهم ، للحفاظ على سعره الرسمي مقابل الجنيه ، وبالتالي فبنك السودان قد قرر تعويم الدولار على سعر صرف 6 جنيه للدولار ! وأن عليهم أن يتصرفوا Everybody for himself ، محذرا إياهم بأن جهاز الأمن الإقتصادي سوف يكون لهم بالمرصاد ، ويراقبهم عن كثب ، راصدا للتجاوزات من جانبهم لتخريب الأمن القومي الإقتصادي! رماه في اليم مكتوفا ، وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ! عارت ، وأداها نائب مدير بنك السودان سوط ! ترجمة هذا الكلام بعربي الكلاكلة القبة يعني أمرين من بين عشرات : سوف يصير الدولار سلعة ، يشتريها ويخزنها التجار ، انتظارا لصعود سعرها ، بدلا من البضائع التجارية الأخرى ! فتتوقف العمليات التجارية ، وتنحصر في الدولار ، ويعم الركود الإقتصادي مع التضخم ، ويبدأ الذوبان الما خمج ! مزيدا من المظاهرات الشعبية ، والوقفات الإحتجاجية ، ليس فقط أيام الجمع ، وإنما في بقية أيام الأسبوع ! ليس في الخرطوم فقط ، بل في بقية قرى وحضر بلاد السودان ! ثم تتلاحق الإضرابات السياسية والعصيان المدني ، وتبدأ الإنتفاضة الشعبية التي تكنس نظام البشير ! في يوم الأربعاء 11 يوليو 2012، قرع نائب محافظ بنك السودان الأجراس ! هل عرفت الآن لمن تقرع الأجراس للإنتفاضة الشعبية ؟ 2- أمر القبض ! تسلط نظام البشير الإستبدادي على بلاد السودان طيلة ال 23 عاما المنصرمة ، ولم يكتف بإهانة المواطنين وإذلالهم ، إنما أهان الوطن أيضا ! وحين أهين الوطن فإن السودانيين أصبحوا بلا كرامة وبلا احترام ! صار الوطن ملطشة عندما صدر في يوم الأربعاء 4 مارس 2009 ، أمر القبض ضد الرئيس البشير لإتهامات بإبادة شعبه ، ضمن جرائم أخرى تشيب لها الولدان ! صار رأس الدولة مطلوبا للعدالة الدولية ، وصورته في أرشيف الإنتربول ، وفي جميع مطارات العالم وموانيه ، من جزر سليمان الى رأس الرجاء الصالح ! كان أمر القبض إشهارا لانكسار الوطن ، وبداية لإنكفائه ! وحين انكفأ الوطن ، فإنه دخل في طور الذلة والمسكنة والإنحسار والصغار ، المادي والمعنوي ! نعم ... كانت ذروة المهانة أمر قبض الرئيس البشير الذي أخرج الوطن من المعادلة الدولية، وأخضعه لوصاية الدول الكبرى من الناحية العملية ! وترتب على ذلك أن صار السودان سفينة بلا ربان ، وجسما بلا رأس! وحينئذ تمت استباحته ، حتى أصبح ساحة مفتوحة للعربدة الإسرائيلية في شرقه ، والسلب في هجليجه ، والنزع في حلايبه ، والنهب في فشقته ! صارت بلاد السودان تحت سادة الأنقاذ كما روما القديمة بعد حريق نيرون ... مستلبة ومنكسرة ؟ ولم يكن الانكسار مقتصرا على الجغرافيا السياسية فحسب، إنما شمل منظومة القيم والمفاهيم السائدة أيضا ! فتراجعت قيم الكرامة الوطنية ، وصار الإستبداد ، والفساد الممنهج ، والكذب ، والنفاق مرجعيات سلوكية لقادته ، ولبعض مواطنيه المختونين فكريا كما يقول كاتب نابه ، فالإستبداد ملة واحدة ، وكذلك الفساد وعدم الإستقامة السلوكية ! بالتزامن مع هذه الهبة الجماهيرية أكدت فاتو بنسودة ( الأثنين 9 يوليو 2012) ، أن الرئيس البشير مقبوض عليه مقبوض عليه ، وإن طال السفر ؟ أصبح القبض على الرئيس البشير مسالة وقت وبس ! 3 - العير والماء المحمول على ظهرها ؟ نشر تحالف كاودا الثوري بيانا للناس ، وضح فيه ايجابيات وسلبيات البرنامج الديمقراطي البديل ، الذي اعتمده تحالف قوى الإجماع الوطني يوم الأربعاء 4 يوليو 2012 ! ووقف حمار تحالف كاودا عند هذه العقبة ، ولم يتخذ الخطوة المنطقية التالية ! المنطق يقول بأن يرسل تحالف كاودا الثوري رسالة الكترونية ( ايميل) لسكرتارية تحالف قوى الإجماع ، تحتوي على اقتراحات تحالف كاودا المحددة ، وعلى الإضافات والتعديلات التي يقترحها تحالف كاودا على بنود البرنامج ! وتقوم سكرتارية تحالف قوى الإجماع بعدها بتجميع كل التعليقات الواردة إليها من الأطراف الموقعة ،على مقترحات تحالف كاودا ، وتضمينها بتصرف في صلب البرنامج ، وتمرير مسودة البرنامج المعدل على جميع الأطراف ، بما في ذلك تحالف كاودا ، حتى يتم التوصل لمسودة برنامج مقبول لكل الأطراف ! وبعدها ، يمكن لمكونات تحالف قوى الإجماع ومكونات تحالف كاودا التوقيع على هذا البرنامج المعدل في الخرطوم وكاودا ، ويصير ملزما لكافة الأطراف الموقعة عليه ، سياسية أم حاملة للسلاح ! ملحوظة : السيناريو المذكور أعلاه لن يتم بدون التعامل مع الإنترنت ! ولكن للأسف كل القوى المعارضة بأحزابها ومنظماتها ( أكثر من 25 حزب ومنظمة ) وحركاتها... كل هذه الأقوام مكجنة الإنترنت ولا تتعامل معه ، وتعتبره رجز من عمل الشيطان ، فتتجنبه ! التواصل الكتابي عبر الأنترنيت بين أقوام السودان معدوم تقريبأ ؟ تستعمل هذه الأقوام سيف العشر الذي لن يمكنها من قطع حتى مكعب جبنة الدويم ، دعك من مكعب الإنقاذ الصلد ! 4 - شبكة سياسية انترنتية ؟ يفعل تحالف قوى الإجماع الوطني خيرا ، ببناء شبكة سياسية انترنتية فاعلة تنقله من حالة البقاء البارد على قيد الحياة السياسية ، والتمثيل الشرفي لمكوناته ، الى خلية نحل تتمدد أفقيا رأسيا في جميع ربوع السودان وخارجه ! أفقيا ببناء خليات للتحالف في كل مدينة وقرية على امتداد القطر وفي تجمعات الشتات ، ورأسيا ببناء خلية للتحالف وسط منظمات الشباب ، ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ، داخل وخارج الوطن ! بناء شبكة سياسية وتنظيم على الأرض، سوف يُمكّن التحالف من النزول من عليائه الى الشارع السوداني ، ويمسك ببعض مفاصل المجتمع، مما يسهل تعبئة الجماهير فى اللحظة الفارقة ، وحشدهم للنزول إلى الشارع فى مظاهرات واعتصامات ، أيام الجمع وفي بقية أيام الأسبوع ، داخل بلاد السودان وفي بلاد الشتات ! الإنترنت والتعامل معه سوف يسهل بناء هذه الشبكة السياسية الأنترنتية ! وبدون تطويع مكونات الشبكة العنكبوتية المتعددة والإستفادة منها سوف لن تقوم لهذه الشبكة السياسية قائمة ! ويستمر التحالف في بياته البارد في الحياة السياسية السودانية ! ويستمر نظام البشير في قمع الشعب السوداني ، وفي اباداته الجماعية ، وجرائمه ضد الإنسانية ، وجرائم الحرب ! الإنترنيت هو بداية الحل ووسيلته وأداته ! نقطة على السطر ! نواصل ...