إيثار عبد العزيز فنانة تشكيلية تحترف الابداع، مزجت في أعمالها التراث السوداني الأصيل وأضافت لمسات إبداعية من سحر الخليج متأثرة بنشأتها في سلطنة عمان، وتدين إيثار بالفضل لأساتذتها في كلية الفنون، الراحل الدكتور أحمد عبد العال والسر المصباح والفاتح اللعوتة وبدر الدين محمد نور وغيرهم في صقل موهبتها وقدراتها بكلية الفنون، ولا ننسى دور والدها الراحل المقيم الذي طوقته بوشاح الوفاء وأسست مركز عزيز قليري تخليداً لذكراه. وتحلم إيثار بوضع اقتصادي أفضل للفنون التشكيلية وتدعو لتفعيل التسويق في بيع لوحات الفنانين حتى يستطيع الفنان تمويل أعماله بنفسه دون الاعتماد على جهات أخرى، وتعول كثيراً في هذا الجانب على الإعلام، وكان لها سهمها من خلال برنامج (قليري) بفضائية أم درمان الذي تحاول فيه تسليط الضوء على الفنانين التشكيليين وأعمالهم. إيثار عبد العزيز تبوح بأعمالها ومشروعاتها وتقدم وجهات نظرها في عدد من القضايا، ولا تنسى أن تتحدث عن مشاركتها الأخيرة في المعرض التشكيلي العالمي بسلطنة عمان. ٭ إيثار عبد العزيز في سطور؟ - أنا إيثار عبد العزيز.. تخرجت في جامعة السودان - كلية الفنون - قسم التلوين، وأقمت عدداً من المعارض في سلطنة عمان والأردن، بالاضافة إلى المعارض داخل السودان، وما زلت أواصل المسير في مشوار الفن التشكيلي وأمل أن تكون أعمالي في مستوى يليق بذوق الجمهور. ٭ أشهر الفنانين العالميين في مجال الفن التشكيلي هم رجال.. كيف تنظرين لعطاء المرأة في عالم التشكيل؟ - نعم، الرجال هم الأغلبية في ساحة الفن التشكيلي، وهم بارزون في هذا المجال، ولكن الملاحظ في الفترة الأخيرة في السودان بروز عدد من التشكيليات وأتمنى أن يواصلن المشوار بنفس حماس البدايات، لأن وجود الرجل والمرأة في ساحة الفن التشكيلي يتيح فرصاً أوسع للمنافسة والتطور. ٭ حدثينا عن برنامج (قليري) الذي تقدمينه بقناة أم درمان؟ - برنامج (قليري) كان فكرة على ورق، راودني حلم أن تصل إلى الشاشة لإيماني أن الفضائيات لها انتشار أوسع، وعندما قابلت الأستاذ حسين خوجلي مالك فضائية أم درمان رحب بالفكرة وشجعني على بداية تسجيل البرنامج، الآن البرنامج أثبت نفسه بفضائية أم درمان وقدم العديد من الحلقات التي نالت استحسان المشاهدين، واستطعنا من خلال هذا البرنامج أن نسلط الضوء على الفنانين التشكيليين وأعمالهم، وأسهم البرنامج في نشر ثقافة التشكيل، فكثير من الناس كانوا يعتقدون أن الفن التشكيلي هو ألوان وورق رغم أن كلية الفنون فيها عشرة أقسام، وأود أن أشكر الأستاذ طارق المادح الذي قدمني بفضائية أم درمان عندما كان يعمل بها في بدايتها. ٭ آخر مشاركاتك كانت في الأردن؟ - هذه المشاركة فرصة أتاحها لنا مركز راشد دياب للفنون أنا وزميلي بكري الفل في إطار اهتمام المركز بتشجيع الشباب وإتاحة فرص المشاركات الخارجية لهم، وقد شاركنا في معرض كبير شارك فيه فنانون يمثلون 13 دولة من دول العالم، وكان المعرض فرصة لنا للاحتكاك بتجارب عالمية، ومن هنا أشكر الدكتور راشد دياب على إتاحته لنا هذه الفرصة ونأمل أننا كنا عند حسن ظنه ومثلنا السودان بشكل مشرف، وقد شاركت في هذا المعرض بتقديم الفولكلور السوداني مستفيدة من اهتمامي في كلية الفنون بأعمال الفولكلور مثل (البخسة) و(الريخمي) و(السلويت)، رغم أنني وجدت نفسي في التلوين وتخصصت فيه ولا أميل إلى رأي البعض، والكثيرون نصحوني بأن أتخصص (جرافيك) لأنه على حد تعبيرهم (بأكل عيش). ٭ كيف تنظرين لاقتصاديات الفن التشكيلي الآن؟ - من وجهة نظري أن الفنان يستطيع أن يعتمد على نفسه من خلال بيع لوحاته، ولكن يجب على الفنان في البداية أن يبيع لوحاته بسعر معقول حتى يصنع اسماً وبعد ذلك يمكن له أن يرفع أسعار اللوحات. وفي الآونة الأخيرة هناك حراك تشكيلي في كثير من المراكز الثقافية مثل أروقة وراشد دياب، وهناك اهتمام من الدولة عبر وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم بالفن التشكيلي، وهذا أمر يحسب لصالح الحياة الفنية بصورة عامة والفن التشكيلي على وجه الخصوص. ٭ في ماذا تفكر إيثار عبد العزيز؟ - مشغولة هذه الأيام بإكمال فكرة مركز عزيز قليري، وهو مركز للفن التشكيلي يعني بالثقافة البصرية والتوثيق ومعي بعض الزملاء في هذا المركز، ونحاول أن نقدم نموذجاً ثقافياً مختلفاً عبر هذا المركز رغم قلة الإمكانيات.