ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بثقله وراء الوضع في السودان، محذرا في مقابلة مع إذاعة «إكس إم» الأميركية من أن واشنطن ستفعل كل ما تستطيع من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان المقرر في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال أوباما: «نحن نرسل رسالة واضحة جدا إلى الخرطوم، إلى حكومة السودان والمجتمع الدولي، بأننا نهتم اهتماما كبيرا بالموضوع، وبأننا سنشمر عن سواعدنا، وبأننا سنفعل كل شيء نقدر عليه لنتأكد بأن الاستفتاء سيتم دون أي معوقات». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة أوباما قلقة من أن الاستفتاء القادم في جنوب السودان يمكن أن يكون سبب حرب جديدة، لذا بدأت اتصالات دبلوماسية عاجلة لإنقاذ خطة السلام التي كانت الولاياتالمتحدة أشرفت عليها سنة 2005. وأضافت المصادر: «يضغط دبلوماسيون أميركيون على حكومة السودان الإسلامية لاستعجال ترتيبات الاستفتاء، وذلك لأن هذه الترتيبات متأخرة جدا عن الجدول الذي كان وضع لها. ويخاف كثيرون من أن أي استفتاء غير حر ونزيه سيكون سببا في استئناف حرب جديدة. وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن منظمات أميركية ظلت تعارض الرئيس السوداني عمر البشير رحبت بالتحركات الجديدة التي تقوم بها إدارة أوباما، وذلك بعد أن كانت هذه المنظمات انتقدت أوباما منذ أول سنة له في البيت الأبيض. وقالت إنه سيكون مسؤولا عن «فقدان السودان»، إشارة إلى أن الرئيس السابق بوش الابن، الذي أشرف على اتفاقية سنة 2005، كان «أنقذ السودان» وأنهي الحرب الأهلية الطويلة هناك، التي كانت سبب قتل مليوني شخص تقريبا، أغلبيتهم من الجنوبيين. ومن الذين رحبوا أمس بالخطوات الجديدة التي اتخذتها إدارة أوباما، جون برندرغراست، مؤسس ورئيس مركز «إيناف» (كفاية)، وهو واحد من الجهات التي ظلت تعارض البشير، وتطالبه بأن يسلم نفسه إلى محكمة الجنايات الدولية التي كانت أمرت بالقبض عليه سنة 2008. وقال برندرغراست: «هذه واحدة من الفرص النادرة التي نقدر فيها على التأثير على الوضع هناك، الذي يتدهور سريعا». واشنطن: محمد علي صالح