على الرغم من أنّ العلماء لم يستطيعوا أن يجدوا أيّ فائدة تُرجى للفيتامين "E" في خفض معدّلات الوفيّات أو الوقاية من السكريّ أو الحماية من السكتات الدماغيّة إلّا أنّهم في آخر دراساتهم استطاعوا إثبات فائدته في إنقاص خطر الإصابة بثالث أكثر السرطانات فتكاً للبشر حول العالم ألا وهو سرطان الكبد. حيث أنّ تشخيص أيّ مريضٍ بذلك النوع من السرطانات بالذات يُعتبر بمثابة حكمٍ بالإعدام نضعه بين يدَيه فسرطان الكبد ذو إنذار سيّء يقضي على المريض خلال فترةٍ أقصاها ستّة أشهرٍ إذا لم يستطع الأطبّاء أن يستأصلوه عن بكرة أبيه خلال العمل الجراحيّ، ويُعدّ مرضى التهاب الكبد "B" أو "C" أكثر الناس عُرضةً له. وقام خبراء المركز الطبّي في جامعة فاندربلت بالتعاون مع زملاء لهم من الصين بتحليل بيانات تعود لما يزيد عن 132 ألف شخصٍ صينيّ بهدف تحديد العلاقة التي تربط خطر الإصابة بسرطان الكبد مع التناول اليوميّ لفيتامين "E" المُنحلّ بالدّسم والذي ينتمي لمضادات الأكسدة التي تبقي الإنسان بمعزلٍ عن الأمراض والسرطانات بالإضافة إلى الكهولة. وأجرى الخبراء استبياناً غذائيّاً لجمع معلومات كافية عن العادات الغذائيّة للمشاركين وسألوهم عن عدد المرّات التي تناولوا فيها بعض الأطعمة الشائعة في مدينة شانغهاي الصينيّة بالإضافة إلى المكمّلات الغذائيّة الغنيّة بالفيتامينات، وقارن الخبراء بين المشاركين الذين كانوا يتناولون كمّيات أكبر من الفيتامين "E" وبين آخرين كانت أغذيتهم أفقر بذلك الفيتامين ليعرفوا أيّ الفريقين أكثر احتمالاً للإصابة بسرطان الكبد. ووجد الباحثون من خلال ما تمّ نشره في "مجلة المعهد الوطني للسرطان" أنّ ارتفاع مدخول الفيتامين "E" إلى الجسد عن طريق الغذاء أو المُكملات الغذائيّة قد ترافق مع انخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد لدى المشاركين حيث تمّ تشخيص 267 حالة سرطان كبد لدى أفراد التجربة خلال فترة المتابعة التي تمّ القيام بها بعد الدراسة، وقد كان ذلك الارتباط ثابتاً في الأشخاص بغضّ النظر عن إصابتهم بأمراض الكبد وبغضّ النظر عن تاريخ عوائلهم الطبي مع ذلك السرطان. ويقول الباحثون إن هناك علاقة "عكسيّة" واضحة بين الكميّات المُتنَاوَلة من ذلك الفيتامين وخطر الإصابة بسرطان الكبد، مشيرين لوجود فرق بسيط في النتائج بين الرجال والنساء لصالح الرجال. ويردون قلّة عدد السرطانات المكتشفة لدى الرجال إلى انخفاض مدّة المتابعة المُجراة لهم عن تلك التي أجروها للنساء. وينوّه العلماء أنّ الفيتامين "E" قد تَفرّد بلعب ذلك الدور الواقي من سرطان الكبد إذ أنّ العلماء لم يجدوا علاقة تربط الفيتامين "C" مثلاً أو حتّى بقيّة الفيتامينات بذلك السرطان، ويُذكر أنّ أغنى الأغذية بالفيتامين "E" على الإطلاق هو زيت (جنين أو رُشَيم) القمح.