مع انطلاق الاستعدادات للموسم الكروي الجديد، ينوي مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو الاستفادة من الأسماء الشابة المتعطشة لاثبات وجودها، وعلى رأس هؤلاء يأتي المدافع الفرنسي رفاييل فاران. ولم يعد فاران ذلك اللاعب الخجول والمنطوي، ورغم صغر سنة (19 عاما)، ازدادت ثقة اللاعب الفرنسي بنفسه وبات أكثر احتكاكا بزملائه على العكس تماما من الموسم الماضي عندما كان لا يطيق فراق مواطنه كريم بنزيمة، كما احتاج لتمارين خاصة لزيادة نمو تكوينه العضلي. حقق فاران تطورا ملموسا من الناحيتين الاحترافية والشخصية، وهو الذي لعب في الموسم الماضي ما مجموعه 1221 دقيقة أثبت خلالها أن طول القامة (1.91 م) سيشكل ميزة إضافية له في مهمته للنجاح داخل أسوار القلعة البيضاء. وكان الموسم الماضي بمثابة مرحلة انتقالية وتحضيرية بالنسبة للاعب القادم من لنس مقابل 10 مليون يورو، وكان مساعد المدرب والمدافع السابق ايتور كارانكا شديد الحرص على مراقبة عملية تأقلم فاران وتطوره، فلعب ما مجموعه 15 مباراة في كافة المسابقات، بدأ 13 منها أساسيا، وسجل هدفين أحدهما غاية في الروعة ليكون أصغر لاعب أجنبي في تاريخ النادي يهز الشباك، وهذا ليس سيئا بالنسبة للاعب مغمور جاء إلى أشهر فرق العالم وعمره 18 عاما، لكن فاران يريد المزيد.. يريده اليوم قبل الغد. وبوجود خمسة مدافعين مميزين في صفوف الفريق، كان واجبا على مورينيو توخي الحذر فيما يخص الاعتماد على فاران، لكن اللاعب الفرنسي سيحظى بثقة أكبر من قبل المدرب البرتغالي الداهية هذا الموسم، خصوصا مع نية الاستغناء عن ريكاردو كارفاليو، وينتظر من فاران أن يأتي في الترتيب الثالث وراء بيبي وسيرجيو راموس في عمق الدفاع، ومتفوقا في الترتيب على الاسباني الدولي راؤول ألبيول. وقضى فاران هذا العام الكثير من الوقت في صالة التمارين الرياضية بغية إكساب جسده مزيدا من القوة والمتانة، ويكفي أن تقارن بين صورة له الآن، وصورة أخرى له عندما انضم للفريق في معسكره بلوس أنجليس اقبل بداية الموسم الماضي لتلاحظ الفرق. ونضيف إلى ذلك أن فاران حصل أخيرا على رخصة قيادة ليصبح أكثر اعتمادا على نفسه، إلا أنه مايزال من الناحية الاجتماعية أكثر تقربا لأعضاء الفريق الرديف "كاستيا" من نجوم الفريق الأول. ويبدو أن فاران هو مشروع المستقبل بالنسبة لمورينيو في ريال مدريد وسيتضح في الأيام المقبلة ما إذا كان المدرب البرتغالي جادا في منح الفرصة لنجمه الشاب والاعتماد عليه في منافسات الموسم المقبل.
