بيروت - تحولت الاعتراضات على كسر "التابو" الديني لمسلسل "عمر" (أو الفاروق عمر) الذي يرصد سيرة عمر بن الخطّاب أحد أبرز صحابة النبي محمد إلى دعاوى قضائية ضد فريق عمل المسلسل، في ظل إصرار شبكة "ام بي سي" على عرضه، رغم رفض بعض رجال الدين لذلك. وقام محام كويتي برفع دعوى قضائية ضد "ام بي سي" مطالبا بمنع عرض العمل، فيما نفى المتحدث باسم شبكة الشبكة نيتها إيقاف عرض المسلسل أو أي من حلقاته. وجاء ذلك بالتوازي مع الإعلان عن منح حقوق عرض المسلسل لشبكات تلفزة متعدّدة حول العالم منها شبكة "إيه تي في" التلفزيونية التركية التي تعرضه مدبلجاً باللغة التركية ومحطة إندونيسية وماليزية. ويقول المخرج الإيراني أحمد رضا كرشاسبي إن قصة مسلسل "عمر" كتبت على أساس سيناريو فيلم "أبوطالب" الذي كتبه بنفسه، مؤكداً أنه سيتابع هذا الموضوع قضائياً بناء على الحقوق الدولية للطبع والنشر. ووفقا لتقارير صحفية، أشار كرشاسبي إلى أن مخرج العمل حاتم علي أخذ منه قبل أربعة أعوام ملخص سيناريو "أبو طالب" المكون من 11 صفحة وبنى قصة مسلسله على ذلك السيناريو. وتم تصوير المسلسل الذي كتب نصّه وليد سيف، خلال العام الفائت، وسط تكتمٍ شديد، وبعيداً عن وسائل الإعلام، ولم تتسرب منه أي صورة قبل عرض الإعلان الترويجي للعمل على شبكة "ام بي سي" مؤخراً، الأمر الذي قوبل بالكثير من الجدل كما كان متوقعاً، فلا تزال مسألة تجسيد الصحابة أو العشرة المبشرين بالجنّة من "التابوهات" التي يصعب اختراقها في الدراما، مع العلم بأنه سبق تحقيق هذا الاختراق جزئياً في مسلسل "خالد بن الوليد" عبر تقديم شخصية "أبو عبيدة بن الجرّاح". ويعتبر الفنان السوري غسّان مسعود أول من جسد شخصية الخليفة أبو بكر الصديق عبر مسلسل "عمر". وعن سبب قبوله للدور، يقول مسعود ربما هي فرصةً ليقول لمسلمي هذا العصر بكلّ أطيافهم "هذا إسلامكم، وهذا كتابكم، فلتتمثلوا بسيرة أولئك الكبار، وطريقتهم في التعايش مع بعضهم البعض". وبحسب بيان لقناة "إم بي سي" بلغت نسبة مشاهدة المسلسل رقماً قياسياً تجاوز 6 ملايين مشاهدة للحلقة الواحدة.