*استطاع تلفزيون النيل الازرق ان يستحوذ على قطاع واسع من المشاهدة وذلك بسبب الجهد الابداعي الكبير للبرامج الجاذبة للمتلقي. وقد نال برنامجه المعروف «أغاني وأغاني» اهتماماً جماهيرياً كبيراً أثناء عروض رمضان.. وذلك لأنه برنامج استعراضي «Show» وفرت له كل فرص الابهار والأدهاش من ديكور وشخصيات فنية مشهورة ذات حضور فني. إلى جانب الاستفادة من «كاريزما» الفنان الشاعر الغنائي الاستاذ السر قدور ومعرفته لتأريخ الغناء السوداني. *لم يفارق تلفزيون النيل الأزرق هذا الخط الفني المدهش في اختياره لمواده ولطرائق عرضها. وقد سبق له ان قدم ذاك البرنامج المبهر الذي كان يقدمه الاستاذ الصحافي الطاهر حسن التوم الذي يحمل عنوان «مراجعات» إذ قدم نجوماً في الصحافة لهم بريق وتميز اعلامي وفكري كبير، مما جعل تلفزيون النيل الازرق يتألق بشكل مستمر طوال فترة الانتخابات النيابية. *أما التلفزيون القومي.. فلم يقو على المنافسة الابداعية الفضائية على المستوى المحلي هذا، ناهيك عن المنافسة الدولية. وهناك أسباب عديدة لم تساعد التلفزيون القومي على جعل شاشته قادرة على هذا الأدهاش الابداعي. ولعل السبب المباشر في هذا، ان التلفزيون القومي لا يجذب المبدعين القادرين على الاعداد البرامجي الجيد من حيث توفير المادة الصالحة للتصوير على هذا القدر من الطاقة الجمالية الجاذبة. وحتى هذه الطاقات الابداعية التي استطاع ان يستقطبها لم يستطع ان يستثمرها بالقدر المطلوب.. كالاستاذ المبدع حسين خوجلي الذي وظفته قناة الشروق بالشكل المطلوب.