رأى المدرب الإسكتلندي لمانشستر يونايتد الإنكليزي السير اليكس فيرغوسون، أن القرار الذي اتخذه باريس سان جرمان الفرنسي بدفعه مبلغ 45 مليون يورو من أجل ضم البرازيلي لوكاس مورا من ساو باولو، يشير إلى أن لعبة كرة القدم "فقدت صوابها". وبدا أن مانشستر يونايتد الفريق الأوفر حظاً للتعاقد مع مورا (19 عاماً) الذي بلغ نهائي مسابقة كرة القدم في أولمبياد لندن 2012 مع المنتخب البرازيلي، لكن باريس سان جرمان قلب الطاولة على "الشياطين الحمر" وتمكن من التوقيع مع اللاعب الواعد الذي سينتقل إلى النادي الباريسي اعتباراً من كانون الثاني"يناير" المقبل. وتشير التقارير أن باريس سان جرمان دفع مبلغ 45 مليون يورو لإقناع ساو باولو بالتخلي عن نجمه الشاب، فيما ذكرت مصادر مقربة من النادي الفرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية أمس الأربعاء أن الأخير عرض مبلغ 35 مليون يورو على ساو باولو للتخلي عن اللاعب، وبأن الفريق البرازيلي وافق رغم أنه تلقى عروضاً أكبر من أندية أخرى وعلى رأسها مانشستر يونايتد الذي عرض 38 مليون يورو على دفعات، إضافة إلى التخلي للفريق البرازيلي عن أحد لاعبيه. وارتفع حجم انفاق النادي الفرنسي بعد ضمه لوكاس إلى حوالي 130 مليون يورو، بعد أن سبق له وضم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا من ميلان الإيطالي والأرجنتيني ايزيكييل لافيتزي من نابولي الإيطالي، ما دفع فيرغوسون للقول بأنه لم يعد باستطاعة فريقه المنافسة على أي لاعب حتى يتدخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ويضع حدا لهذا الإنفاق غير المحدود. وأضاف فيرغوسون "أرى أنه أمر لا يصدق بأن يدفع فريق ما 45 مليون يورو مقابل صبي لا يتجاوز التاسعة عشرة من عمره. من أجل أن يقول كلمته أمام الجميع ومن أجل أن يقول أن باريس سان جرمان هنا، قام بالتوقيع مع تياغو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش. على الأرجح أنهم أنفقوا حوالي 150 مليون يورو خلال الشهر الماضي". وواصل "الرادع الوحيد لهذا الأمر هو الاتحاد الأوروبي. عندما يدفع أحدهم 45 مليون يورو مقابل صبي في التاسعة عشرة من عمره فبإمكاننا حينها القول أن اللعبة فقدت صوابها". وفيرغوسون ليس الشخص الوحيد الذي انتقد الانفاق المفرط لنادي العاصمة الفرنسية ومالكيه القطريين، إذ واجه سان جرمان حملة من الانتقادات على الصعيد الداخلي و الخارجي، خصوصاً بعد أن وصلت مسألة إنفاقه إلى الدوائر الحكومية وقصر الرئاسة، حيث اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه يجب وضع "حدود" في وقت ما، رداً على سؤال عن الراتب السنوي لإبراهيموفيتش الذي سيتقاضى بين 14و15مليون يورو سنوياً. وأصبح سان جرمان عرضة لسهام الأندية الأوروبية الأخرى بسبب المبالغة في حجم الأموال التي ينفقها، وكان مواطنه آرسين فينغر، مدرب آرسنال الإنكليزي، أول منتقديه بعد أن أعرب عن تخوفه من أن يتسبب الإنفاق غير المحدود لأندية مثل سان جرمان ومانشستر سيتي وتشيلسي الإنكليزيين في معاناة لعبة كرة القدم. وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها القارة الأوروبية والعالم بأجمعه، رأى فينغر بأنه يجب على الأندية التصرف بمسؤولية، مضيفاً في تصريح لصحيفة "صن" البريطانية بقوله: "أندية مثل باريس سان جرمان (يملكه القطريون) أو مانشستر سيتي (يملكه الإماراتيون) أو تشيلسي (يملكه ملياردير روسي)، أي تلك التي تتمتع بموارد غير محدودة، بإمكانها شراء اللاعبين، لكن ذلك سيجعل كرة القدم تعاني. انظروا إلى النشاط في سوق الانتقالات منذ بداية الصيف. باريس سان جرمان طموح ويملك الموارد وهذا كل ما في الأمر. نتحدث دائما عن الأمور ذاتها. لا أعتقد أن هناك أي شيء جديد في ما يخص هذه المسألة". وتابع "أوروبا في الوقت الحالي مثل سفينة التيتانيك لكننا نعيش في كرة القدم كأن لا شيء يهم على الإطلاق. يجب أن ندير أنديتنا بشكل صارم أكثر من أي وقت مضى، لأنه يبدو أن الجميع يعاني في أوروبا. سيكون من المفاجئ أن لا تتأثر كرة القدم بها (الأزمة الاقتصادية) في مرحلة من المراحل. إذا نظرتم إلى الديون التي تغرق كرة القدم في أوروبا في الفترة الحالية، فترى أن حجمها هائل وبالتالي علينا التصرف بمسؤولية". كما انتقد رئيس إنتر ميلان الإيطالي ماسيمو موراتي ما قام به سان جرمان بخصوص لوكاس الذي كان فريقه يسعى للتعاقد معه أيضاً، إذ قال: "مبلغ ال45 مليون يورو الذي عرضه باريس سان جرمان غير منطقي على الإطلاق".